رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

من أهم التحديات التى تواجه المنطقة العربية الانفجار السكانى وما يتبعه من تفاقم أزمة الغذاء وانتشار البطالة وزيادة حجم الأزمة الاقتصادية لدول المنطقة وانتشار الهجرة، ويلعب كل مواطن فى الدولة دورًا هامًا فى التصدى لذلك التحدى، ايضًا الدراما بأنواعها لها دور هام فى التوعية من مخاطر الزيادة السكانية وشاهدنا الإعلانات التى تدعو للحد من كثرة الإنجاب ولتنظيم النسل، الإعلانات ظهرت بصورة كوميدية لإيصال فكرة للناس الا وهى: ليس السند بكثرة الأولاد! فكم من آباء لهم ابن واحد صالح أحسنوا تربيته، وكم من آباء لديهم العديد من الآبناء أساءوا تربيتهم، فالعبرة ليست بكثرة أو قلة الاولاد بل بالتربية الصحيحة، والكثير ينجب وكأنه واجب وطنى يقوم به !

فلا بد قبل أن يُقبل أى اثنين على الزواج أن يدركا أنه ميثاق غليظ، كلا الطرفين لهما حقوق وعليهما واجبات، ثم يفكران بعد الزواج فى الانجاب من منطق آخر ليس منطق «ابن يشيل اسمى» فقط، بل «ابن يشيل اسم مصر»، أى وطن بأكمله! يجب أن يفكرا سويًا كيف يربيا أولادهما تربية صالحة، أولاد أسوياء نفسيًا وليسوا معقدين نفسيًا، فليست العبرة بكثرة الانجاب ثم يأتون بمربية تربى أولادهم ! فالأم ليست هى من أنجبت فقط ! بل من ربت تربية صالحة، فالأبناء ليس كل ما يحتاجونه أكلاً وشرباً ! بل يحتاجون لحنان، لعطف، لنصائح، لرعاية، لسند حقيقى فى الدنيا، وإلا سنشاهد أطفالاً معقدين، محطمين نفسيًا، مشردين، كما أن البعض يريدون الإنجاب بحجة عزوة! والعزوة بحق فى حسن التربية، فى السند الصالح، وليس فى كثرة الإنجاب.

ليس القانون هو الذى يتصدى للزيادة السكانية بل الفكر والثقافة والتوعية وفى النهاية المواطن هو من له الحق فى اتخاذ القرار، فالإنجاب حق من حقوق الإنسان ولا تستطيع اى دولة ان تحد منه بقانون او اتباع الدولة سياسة معينة تجاه ذلك، وأكبر دليل على ذلك السياسة التى اتبعتها الصين حيال ذلك، فبعد أن اتبعت الصين سياسة إنجاب الطفل الواحد التى تسببت فى زيادة حالات الإجهاض القسرى، ووأد البنات، وتسببت فى عدم التوازن بين الجنسين حيث توقعت الأكاديمية الصينية للخدمات الاجتماعية أن 24 مليون رجل قد لا يمكنهم العثور على زوجات بحلول عام 2020، كما تسببت هذه السياسة فى زيادة أعداد كبار السن وتقلص الطاقات الشبابية وهى السياسة التى تغيرت فيما بعد.

وخلال بحثى فى مراحل تغيير سياسة حكومة الصين من إنجاب طفل واحد للدعوة الى الإنجاب من أجل البلاد!، ما أثار انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن سياسة الحكومة التى اعتبرها البعض متطفلة وتفتقر لحسّ المراعاة!، وتجرى حالياً مناقشة إجراءات تتنوع بين تمديد إجازة الأمومة والتشجيع على إنجاب طفل ثانٍ من خلال تقديم حوافز نقدية مباشرة أو إعفاءات ضريبية لبعض الوقت، حتى أن البعض يطالب برفع القيود على عدد الأطفال المسموح بإنجابهم كلياً!

إن تجربة سياسة الصين تؤكد للجميع أن حق الإنجاب حق فردى لن تستطيع دولة التحكم فيه سواء بالزيادة او بالنقصان، لأن فكر كل فرد يختلف عن الآخر فهناك من يرغب فى إنجاب طفل واحد حتى ينعم بالحياة ويستطيع تلبية جميع احتياجاته وللتخفيف من المسئولية وخاصة فى الوقت الذى خرج فيه الزوج والزوجة للعمل ولديهم طموح فى الحياة، وهناك من يرغب فى إنجاب الكثير من الإنجاب تحت بند العزوة، وهناك من يريد إنجاب الذكور فى حال لدية العديد من الإناث، وهناك من تريد إنجاب أطفال بكثرة ظنًا منها ان هذا يربط الرجل أكثر بها.

إن الأسباب تتعدد باختلاف الفكر والرؤى لدى الأفراد، ولكن لن تفلح سياسة دولة أياً كانت سياستها فى الحد من حق الإنسان فى الإنجاب ولكن ما تستطيع الدولة فعله هو تثقيف الشعب والوعى لكل من يُقبل على الزواج والهدف من الإنجاب.

عضو مجلس النواب