عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

السبت القادم تحل علينا الذكرى السابعة والخمسون لوفاة واحد

من أهم الأدباء المصريين في العصر الحديث، ولد عام 1889 بمدينة أسوان، كان أبوه يعمل موظفاً بسيطاً في إدارة المحفوظات، ولكنه استطاع مع ذلك أن يدير شئون أسرته لما عرف به من التدبير والنظام.

نشأ الطفل عباس محمود العقاد وعقله أكبر من سنه، فعندما لمس حنان أبويه وعطفهما عليه قدر لهما هذا الشعور وظل طوال عمره يكن لهما أعمق الحب.. تعهده أبوه حتي تعلم مبادئ القراءة والكتابة، فبدأ يتصفح ما يقع تحت يديه من الصحف والمجلات ويستفيد منها، ثم التحق بإحدي المدارس الابتدائية وتعلم فيها اللغة العربية والحساب ومشاهد الطبيعة، وحصل علي شهادتها عام 1903، وفي أحد الأيام زار المدينة الإمام محمد عبده وعرض عليه مدرس اللغة العربية الشيخ فخرالدين كراسة التلميذ عباس العقاد فتصفحها باسماً وناقش العقاد في موضوعاتها، ثم التفت إلي المدرس وقال: "ما أجدر هذا الفتي أن يكون كاتباً بعد"، فكان الإمام أول من تنبأ بولادة كاتب عظيم، ولكن العقاد لم يحصل إلا علي الشهادة الابتدائية وعمل بمصنع للحديد في مدينة دمياط، ثم السكك الحديدية، ولكنه كان مولعاً بالقراءة في مختلف المجالات، وأنفق معظم نقوده علي شراء الكتب، شبّ الفتى وتمرد على العمل الروتيني فملّه، فاتجه للصحافة مستعيناً بثقافته الواسعة، واشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة "الدستور"، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف علي سعد زغلول ويؤمن بمبادئه.

خاض "العقاد" عدة معارك أدبية وفكرية مع الدكتور زكي مبارك ومحمود شاكر والدكتورة عائشة عبدالرحمن "بنت الشاطئ".

وفى عام 1916 كان ولادة أول ديوان له، حيث ظهرت الطبعة الأولي من ديوانه، ثم ذاع صيته فى نسج الشعر وعرضه حتى طارت أشعاره وحطت فى جميع الصحف والمجلات، ولم تقتصر مواهبه على الشعر فقط، فكيف ذلك وقد تنبأ ببزوغ موهبته منذ نعومة أظفاره فى الكتابة إمام التنوير والتجديد محمد عبده من قبل فكتب سلسلة عن أعلام الإسلام، منها ما ينبئ بفشل الوحدة بين مصر وسوريا.. وتوقع سقوط الشيوعية حيث هاجم عبدالناصر ورفض ذكر اسمه فى خطاب حصوله على جائزة الدولة التقديرية.

وكان من صولاته أن دافع عن المرأة وحارب اشتغالها بالسياسة ودعا إلى احترام خصوصيتها.

تنبأ بفشل الوحدة بين مصر وسوريا.. وتوقع سقوط الشيوعية هاجم عبد الناصر ورفض ذكر اسمه فى خطاب حصوله على جائزة الدولة التقديرية

دافع عن المرأة وحارب اشتغالها بالسياسة ودعا إلى احترام خصوصيتها

كان الدكتور عاطف العراقي شاهد عيان علي عبقرية العقاد فقد شارك في صالونه طوال 5 سنوات بالقاهرة وكذلك في أسوان عندما كان العراقي يعمل هناك، وعن تلك الأيام يقول "العراقي": إن المفكر الكبير زكي نجيب محمود كان يعتز اعتزازاً كبيراً بالعقاد، ويقول إنه أصبح العقاد لأنه استحق ذلك، وكان زكي نجيب محمود يحدثني بهذا حين يتحدث عن ظاهرة "عملقة الأقزام"، أي كيف يصبح القزم عملاقًا، وكان يرجع ذلك إلي التركيز الإعلامي والسياسي، وفي صالون العقاد سمعت منه أشياء تعبر عن الجرأة إلي حد كبير، من بينها أنه تنبأ بفشل الوحدة بين مصر وسوريا، وقال إنها لابد أن تنتهي عاجلاً أو آجلاً وصدق العقاد، كما كان يبدي اعتراضات جوهرية علي أفعال جمال عبدالناصر ولذلك لم يذكر اسمه مطلقاً في خطابه بعد حصوله علي جائزة الدولة التقديرية، وكان يثير الكثير من الاعتراضات علي الشيوعية، وقد صحت نبوءته أيضاً حين قال إن الشيوعية فرضت من أعلي ولم تنشأ من الجذور.

ويضيف "العراقي" أن العقاد قدم الكثير من الدراسات المهمة التي تعد أفضل بكثير مما نجد الآن، وعلمنا العقاد أن أبلغ رد علي المهاجم هو عدم الرد عليه، فعندما كنا نبلغه أن فلاناً هاجمه ولابد من الرد عليه كان يقول: الرد عليه يدخله التاريخ، وكان يعتز بالشيخين محمد عبده ومحمود شلتوت، ويصر علي مهاجمة الأشعار الحديثة ويصفها بأنها مثل الكلمات المتقاطعة ويقوم بتحويلها إلي لجنة النثر.

واهتم العقاد بكل قضايا الفكر في مصر وغيرها ودعا إلي الترجمة واصفاً إياها بأنها تمثل التواصل بين الشعوب.. وحارب اشتغال المرأة بالسياسة، ويعتقد بأن المرأة غنية عن مآزق السياسة ومآزق السياسة غنية عن المرأة، كما أن طبيعة المرأة غير طبيعة الرجل، فالمرأة تعشق الرجل لتأتي برجل علي مثاله، أي لتكرره وتعيد خلقه، ولكن الرجل لا يعشق المرأة لتأتي بأمرأة علي مثالها ويكررها، وإنما يعشقها ليكرر نفسه ويأتي بولد علي مثاله عن طريق المرأة والواقع.

وللأسف إننا لم نفهم العقاد فهماً دقيقاً في ظل انتشار الشللية الثقافية في مجتمعنا/ ومن المؤسف انتشار الأكاذيب من جانب أناس كثيرين يزعمون بأنهم كانوا مواظبين علي حضور صالون العقاد، ومما يحمد للعقاد أنه لم يخلط بين الدين والعلم، ولم يلجأ إلي مسميات موجودة الآن كعلم النفس الإسلامي وعلم الاقتصاد الإسلامي وما يرتبط بهذا من آلاف الفتاوي في معظم القنوات الفضائية. ويكفى أن صالون العقاد هو أشهر الصالونات الثقافية في مصر الحديثة لأنه اكتسب هذه الشهرة من شخصية العقاد المبهرة.

 

[email protected]