رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة

 

 

 

عندما تبلغ الستين من عمرك، تشعر أن حياتك مرت كمر السحاب، لم يعد الندم يبلغ المراد، ولم تعد للحياة قيمة كما كانت فى السابق.

ترى من حولك يلهثون على ما هو آتٍ ويشتهون الأمل فى الغد وهذا من سنة الحياة ولا غضاضة أبدًا فى ذلك، ترى نفسك قدمت كل ما تستطيع أن تقدمه من أمانة وصدق وشرف في العمل، على الأقل ترضى ضميرك فى كل ما قدمته فى مشوارك المهنى.

عندما التحقت بالعمل فى جريدة «الوفد» كان فى أبريل من عام 1984 لم يكن فى كتيبة الوفد سوى عدد قليل من الزملاء، تقدمت إلى الفارس الأستاذ مصطفى شردى رئيس التحرير، كان معه صاحباه الأستاذ جمال بدوى والأستاذ عباس الطرابيلى، طلبت من فارس الكلمة الانضمام إلى كتيبة «الوفد»، شعرت من اللحظة الأولى بفرحة فى عينيه، لم يكن الأستاذ يعرفنى من قبل، واصطحبنى من يدى إلى الأستاذ عباس الطرابيلى وكان وقتها مساعدًا لرئيس التحرير، وهو الذى يعقد الاجتماعات الأسبوعية مع الزملاء، وقال الأستاذ الفارس إلى الأستاذ عباس: محمد طالب فى قسم الصحافة بجامعة الأزهر، خذه معك وخليه يحضر معك الاجتماعات الأسبوعية وكلفه بالعمل.

 فوجئت بأن الأستاذ عباس يطلب منى الحضور إلى الاجتماع فى الأسبوع القادم، حضرت فى نفس التوقيت، فطلب منى أن آتي فى الأسبوع التالي، تكرر هذا الطلب مرة أخرى، فقلت فى نفسى لو طلب منى أن آتي فى العام القادم فى نفس التوقيت فلن أخلف موعدى أبداً. تحقق لى المراد وانضممت إلى كتيبة «الوفد» فى أواخر شهر أبريل أوائل مايو من نفس العام.

عملت بكل أمانة تحت راية الأستاذ الكبير مصطفي شردي فارس القلم والكلمة رحمة الله عليه.. واستمر العمل فى الجريدة منذ هذا التاريخ وحتى كتابة هذه السطور تخللها 5 سنوات قضيتها فى العمل بجريدة «عكاظ» بالمملكة العربية السعودية، وواصلت العمل فى جريدة «الوفد» بعد عودتى من السعودية تخللت رحلتى الصحفية بين السبق الصحفى والفتور المهنى، وقد يكون هذا الفتور جاء نتيجة للمناخ السياسى فى فترات صعبة مرت على مصر.

عشت سنوات عمرى لم أرض أبدًا عما أقدمه، وفى كل مرة أقول إن هناك الأفضل والأحسن.

أتذكر هنا أننى توليت قسم «متاعب الناس» من عام 2000 إلى عام 2004 وأضفت إلى هذا الباب صفحة أسبوعية تحت اسم «صرخة» وكان وقتها الأستاذ عباس الطرابيلى والأستاذ مجدى مهنا رحمه الله رئيسى التحرير، وفوجئت بزيارة الأستاذ مهنا إلى مكتبى يثنى على ما أقدمه من خلال الصفحة الأسبوعية «صرخة»، وأنها السبب الرئيسى وراء زيادة التوزيع يوم الأربعاء من كل أسبوع إلى 20 ألف نسخة عن المطبوع اليومي، وتشهد على ذلك أرقام التوزيع. سعدت جدًا بشهادة الأستاذ الكاتب المحترم فى ثنائه على ما قدمته من عمل، لأن الأستاذ «مهنا» رجل دمث الأخلاق لم يحمل حقدًا أو ضغينة لأحد، وأن شهادته نابعة من قلبه الجميل، وشهد على هذه الواقعة زميلان عزيزان الأستاذان صفوت دسوقى وصلاح عبدالله اللذان عملا معى فى قسم «متاعب الناس» وشاركا فى نجاحات صفحة «صرخة» وهما من الصحفيين الذين تشرفت بالعمل معهم طوال فترة رئاستى لقسم «متاعب الناس».

مرت الحياة العملية بحلوها ومرها ورأيت مسرحًا كبيرًا منهم الأبطال ومنهم ما دون ذلك شخوصًا لعبوا أدوارًا كثيرة وحققوا ما حققوه من نجاحات ومنهم من فشل ولكنها الحياة.

إنها مسيرة حياة تجاوزت أربعين سنة شقاء، ولا تكفى هذه الكلمات لسرد هذه السنوات، وتحتاج إلى كتاب يحمل بين دفتيه الكثير والكثير من الحياة فى بلاط صاحبة الجلالة المعارضة.. إلى أن نلتقى أراكم بخير.