رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

لا شك أن جائحة كورونا قد ضربت اقتصاد العالم ضربات متتالية على مدار العام الماضى وما زالت انعكاسات هذه الجائحة مستمرة هذا العام وخاصة الطيران الذى ضرب ضربة قاضية مسببا نزيف خسائر بالمليارات وكثير من الدول تحاول بدء نشاط الطيران مرة أخرى تدريجيا من خلال ترقب اللقاحات وفى نفس الوقت إدارة هذه الجائحة لتقليل الخسائر والبدء فى استعادة النشاط فى ظل تعطش كثير من شركات الطيران فهو أحد التحديات فى الفترة المقبلة ومنها بيئة العمل الجديدة، وهى بيئة جديدة فرضت على الطيران شركات طيران ومطارات وغيرها وهذه البيئة يجب أن يعلمها جميع العاملين ويعلم مصادر خطورتها وكيفية إدارتها والاستماع لأى أفكار جديدة وهذا لا يتأتى إلا من خلال عقد ورش عمل فعالة تنتهى بتوصيات ومتابعة تنفيذها ولا مانع من الاستعانة ممن سبقونا فى هذه الورش والاجتماعات ويتم توثيق التوصيات وتكون معلنة للجميع.. أما معضلة الإدارة بين الإيرادات والأمن والسلامة فإن هذا يتطلب قيادات متخصصة ذوى المعرفة والخبرة والمهارة وخاصة الذكاء الاصطناعى والابتكار لضمان عدم تأثير قلة الإيرادات على الأمن والسلامة أو إلى الإفلاس ولضمان استمرار الشركات فى المنطقة الآمنة مع ضرورة العمل بطريقة استباقية والابتكار ودراسات فى الذكاء الاصطناعى.. أما عن السلامة والجائحة فهناك أعباء إضافية تمت إضافتها إلى واجبات ومسئوليات الأطقم الطائرة من الممكن أن تشتت الانتباه وهذا ما حدث لحادث الطائرة الباكستانية رقم 8303 بتاريخ 22 مايو 2020 الذى أودى بحياة 97 راكباً وأثبت التحليل الصوتى لقمرة القيادة فشل طاقم الرحلة فى اتباع إجراءات التشغيل القياسية، حيث كان كلا الطيارين يناقشان قضية فيروس كورونا ويشتت انتباههما عن واجباتهما ومسئولياتهما.

أما عن ثقة الركاب فى النقل الجوى فهى معضلة أخرى فى كيفية إعادة الثقة للراكب فى ظل فقد الثقة نتيجة تخبط الدول فى الإجراءات فأصبح الراكب مشتتا وخاصة من يتردد على أكثر من مقصد وهذا يتطلب تنسيقا وثيقا بين الدول الإقليمية والدولية للوصول إلى إجراءات موحدة ومتابعة أى تغيرات وإخطار الراكب بصفة مستمرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتقليل استفسار الراكب عن أى معلومة لتصله بطريقة استباقية.

ومن التحديات أيضاً «التنافس».. فمن المؤكد المرحلة القادمة ستكون مرحلة تنافس وأقصد التنافس الدولى وليس المحلى فالتنافس المحلى الكل سيكون خاسرا فيجب استخدام كل الأدوات المحلية أو كيانات داخلية وتعاون لجذب الراكب فى محاولة لتقليل الخسائر وأحياناً ستكون المنافسة غير عادلة لبعض الشركات فلابد من دراسة الشركات المنافسة والمناطق التى نعمل بها وتحديد إمكانيات المنافسين فلنا أن نتخيل أن إحدى شركات المنافسة فى أفريقيا هى من أكبر 8 شركات على مستوى العالم وهناك آخرون فى مناطق أخرى فهل نحن جاهزون للمنافسة بالأدوات الحالية أم نحتاج المزيد من الأدوات؟

يا سادة.. هذه بعض التحديات التى سوف نواجهها حاليا ومستقبلا وأنا على يقين أن القائمين على إدارة الطيران وعلى رأسهم الطيار محمد منار عنبة وزير الطيران المدنى وقيادات الوزارة الذين أشاد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بحسن أدائهم خلال جائحة كورونا خلال تفقده لأكاديمية مصر للطيران للتدريب وبدء تشغيل جهاز «السيليمليتور» أحدث أجهزة الطيران التمثيلى من طراز (الإيرباص A320neo).. التى تعد أحد أكبر مراكز التدريب الإقليمية المعتمدة فى مجال النقل الجوى بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. وهنا أطالب دكتور مصطفى مدبولى بأن ينحاز للطيران المدنى انحيازه للأمن القومى للوطن وخاصة أنه وفى ظل هذه التحديات وتحديات أخرى أهمها نزيف الخسائر فى جميع قطاعات الوزارة نجد من يطالب بإلغاء وزارة الطيران للقضاء على التشابك الإدارى وتكرار الاختصاصات بينها وبين الهيئات التى تقوم بالإدارة الفعلية لكل قطاع تشرف عليه كل وزارة وهنا لابد أن نفرق بين ما تقوم به الإدارات والوزارة.. فالوزارة تقوم بوضع السياسات والاستراتيجيات والإدارات تقوم بوضع القواعد واللوائح المنفذة لهذه السياسات فوزارة الطيران تتعلق بالأمن القومى للوطن كما أن أمامها تحديات كثيرة لمطارات جديدة ستضاف إلى الحالى لتصل إلى ما لا يقل عن 30 مطارا ومجال جوى جارٍ تحديثه بأحدث الرادارات وشركات طيران خاسرة نتيجة جائحة كورونا تحاول العيش من أجل العمالة الموجودة لديها.. ويبقى السؤال الحائر دائما لكل منتقدى الطيران المدنى أليس من الأبدى فك التشابك الموجود أن وجد بدلا من الحل السهل وهو الضم الذى يحتاج إلى دراسة مستفيضة؟.. والا تسخر الوزارة لصالح وزارة أخرى فاشلة دائما وأبدا ما يعلق المستفدون من ورائها وهم دائما أصحاب الكلمة العليا لأنهم يترأسون لجانا فى اماكن صنع القرار وفقط يخدمون على مصالحهم حتى ولو كان على حساب قطاع يتعلق بالأمن القومى للوطن وقيادات تحارب وسط تحديات جمة أن يظل القطاع ثابتا أمام كل التحديات لا لشىء سوى أنه أحد مفردات التنمية المستدامة للوطن ولمصر ٢٠٣٠... فهل يجد هذا القطاع من يحنو عليه بدلا من هؤلاء الذين يبحثون عن مصالحهم؟.. فالقطاع يمول نفسه ذاتيا وقد شاهدنا كيف استطاعت الشركة القابضة للمطارات أن تحقق نجاحات وأرباحا فى ظل تحديات الجائحة.. أما الشركة الوطنية مصر للطيران فإنها تعافر وتجاهد ليس فى الجائحة فقط ولكن منذ ما منيت به من خسائر منذ يناير ٢٠١١.. عشر سنوات كاملة لم تتخلّ عن واجباتها ومسئوليتها أمام الوطن وجاهزة فى أى وقت.. فهل من أجل تخفيض على تذاكر من أجل فئة معينة ننسى كل ما قدمته الشركة الوطنية وقدمه الطيران المدنى المستهدف دائما؟

همسة طائرة..

للمرة الألف ومع كل تحد وفى كل وقت أجدنى دائما أوجه التحية لكل مخلص وطنى بالطيران المدنى علم بقضاياه ومشكلاته وخباياه، ورضى بأن يقتحم لُب المشكلات المتأزمة فى القطاع، من أجل وطن عشقناه ويعيش فينا أكثر مما نعيش فيه.. واليوم القطاع فى انتظار دعم حكومتنا الغراء التى أثق أنها لن تتخلى أبدا عن قطاع وطنى مهم واستراتيجى.. وأعتقد أن رئيس الوزراء يعلم ذلك ويفهم من يعمل من أجل الوطن ومن يعمل من أجل الشو والشهرة ويحصد جهود وزارات أخرى لصالحه ويلقى بتبعات فشله على قطاع يحارب من أجل البقاء.. فتحية للدكتور مصطفى مدبولى الذى تولى الحكومة وسط تحديات جمة ويحاول ورجاله المخلصون النهوض بالوطن.. أما الطيران المدنى فكان الله فى عونه وسط تحديات كورونا.