رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

فى مهمتها إلى الصين كانت البعثة الطبية المرسلة من جانب منظمة الصحة العالمية كلما فتحت بابًا وجدت نفسها أمام باب مغلق من جديد!

فى البداية كان باب الصين نفسها مغلقًا، وكان ذلك عندما اكتشفت البعثة المكونة من عشرة أطباء، أن الجهة المسئولة عن منح تأشيرة الدخول لا تريد أن تعطيها، وكانت العاصمة بكين تتعلل بأسباب كثيرة، وفى النهاية منحتهم التأشيرة بعد انتظار طال نحو ثلاثة أسابيع! 

كان من بين مبررات عدم منح التأشيرة فى موعدها، أن أطباءً صينيين عشرة فى المقابل سوف يكون عليهم أن يرافقوا أطباء الصحة العالمية، وأن الأطباء الصينيين مشغولون فى مسائل محلية، وأن السلطات ستمنح التأشيرات المطلوبة عندما تكون الأمور جاهزة لاستقبال الأطباء الضيوف! 

وهى اعتراضات شكلية كما ترى، لأن سياق رحلة أطباء الصحة العالمية فيما بعد يقول إن الرحلة لم تكن مرغوبة ولا كان الصينيون مرحبين بها كما يجب! 

وكان الدليل على ذلك هو ما صرحت به البعثة قبل أيام، حين غادرت الصين دون أن تحصل على إجابات عن أسئلة كانت لديها قبل السفر! 

من بين علامات الاستفهام الكبيرة أن الحكومة فى الصين رفضت تزويد أطباء البعثة ببيانات عن ١٧٤ حالة لأشخاص صينيين، كانوا قد أصيبوا بڤيروس كورونا فى مرحلة مبكرة من مراحل ظهور الڤيروس فى مدينة ووهان الصينية.. ولأن تشخيص حالتهم كان فى ٢٠١٩، أى فى بداية البدايات من ظهور كورونا، فإن البيانات الخاصة بهم تساعد بالتأكيد فى فهم طبيعة هذا الوباء الذى دمر اقتصادات بكاملها فى أنحاء العالم! 

ولا تعرف لماذا هذه الحالات تحديدًا هى التى أخفت السلطات بياناتها عن بعثة المنظمة العالمية، ولكن الغالب أن فى هذه البيانات ما يفيد فى جلاء هذا الغموض فى ملف الڤيروس، ويفيد بالتالى فى خروج العالم من قبضة وباء لا يريد أن يرحل! 

ولأن الولايات المتحدة الأمريكية هى تقريبًا أكثر الدول التى تضررت من الوباء، فإن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى فى إدارة الرئيس جو بايدن، قد سارع إلى الدخول على الخط محذرًا الصين وداعيًا إياها إلى إعطاء بعثة المنظمة هذه البيانات الغائبة! 

والحقيقة أن تحذير سوليفان يجب أن يكون من العالم كله تجاه الصين وليس من واشنطون وحدها، لأن القضية فى ملف كورونا ليست قضية أمريكية ولكنها قضية عالم كامل يكتوى بنار الوباء!