رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة

 

 

 

كنا نلهو هناك على الذرة، وعلى ملعب مدرسة البدراوى، وعلى شارع البحر «شارع عبدالعزيز النحاس» شقيق الزعيم مصطفى باشا النحاس.

عشنا طفولة رائعة بريئة من دنس الأيام ومن دنس الطمع والكره، كنا نلهو ببراءة مطلقة لم نعرف معنى الحقد أو التشفى فى أحد.

أذكر ساعة العصارى من الرابعة والنصف يخرج أصحاب المحلات ينظفون الشوارع أمام محلاتهم ثم يرشون المياه وعند الخامسة تبدأ الإذاعة السرية كما كان يطلق عليها «إذاعة أم كلثوم» فى بث أولى أغانيها لسيدة الغناء العربى وعندما تمر من ميدان المحطة مخترقًا شارع سعد زغلول تسمع الست تشدو من راديو قهوة أبودلال ثم تستمر فى المشى، فتسمع من راديو قهوة أبوغضابة ثم قهوة السمرة ثم قهوة عجاج، دون أن ينقطع هذا الأثير الهوائى.

ويستمر البث الإذاعى عبر راديوهات القهاوى والمحلات وتصل إلى قهوة «عمر» ثم تدخل السوق وما زالت الأغنية مستمرة. تسمعها من عند «ناجى» ثم «البربرى» وتصل إلى قهوة «الدجوى» على ناصية شارع العمدة وسعد زغلول وأنت تنصت إلى كوكب الشرق تشدو بأغنية «إنت الحب» التى ما زالت تتردد على مسامع عشاقها فى مصر والعالم وعلى شارع سعد زغلول بسمنود وما إن تصل إلى نهاية الشارع حتى تسمع «أول عينيا ما جت فى عينيك.. عرفت طريق الشوق بينا.. وقلبى لما سألته عليك.. قالى.. قالى دى نار حبك جنة» كنا نسمعها يومياً من الخامسة إلى السادسة ويأتى بعدها المطرب الكبير محمد عبدالوهاب.

عشنا هذه الأيام فى بلد هادئ طائع مُحب للخير والسلام. كان فى سمنود اثنان أو ثلاثة من بائعى «الحشيش» وكانوا يختبئون من الناس ولا يظهرون إلا فى الليل مثل خفافيش الظلام. كانت تجارتهم المحرمة بسيطة، فالمتعاطون لمخدر الحشيش ليسوا بالكثرة وكان الحشيش يباع بخمسين قرشاً وجنيه وكان يُطلق عليه ثُمن قرش ورُبع قرش ولم أفهم أبدًا معنى ثُمن قرش أو رُبع قرش.

وذات مرة شاهدت بعينى مباحث المخدرات تلقى القبض على أحد هؤلاء الثلاثة واقتحمت منزله وضبطت قلة من المخدرات جاهزة للبيع ومغلفة بورق سلوفان كل حجم بلون معين.

كانت ضبطية المخدرات أو مباحث المخدرات تخرج فى مأمورية سرية دون أن يشعر بها أحد وإذا خرجت لا بد أن ترجع فائزة بأحدهم.

أما الآن بعد كل هذا الهدوء والجمال المحبة والطمأنينة تحولت سمنود إلى أكبر دولاب لتجارة المخدرات وللأسف جاء هذا الدولاب بفعل فاعل لتصبح المدينة الهادئة إلى أكبر موزع للبانجو والحشيش فى مصر.

تحولت البلدة إلى كابوس يؤرق أصحابها الطيبين من تجار المخدرات ومن البلطجة التى فاقت الحد.. وأمس قتل شاب يسعى على لقمة عيشه من خلال «تروسيكل» تم طعنه غدراً وقطع عنقه وسرقة التروسيكل الجريمة البشعة هزت سمنود البلد الطيب الذى كان لا يعرف الجريمة.

< من="" هنا="" أتمنى="" أن="" يسمع="" اللواء="" محمود="" توفيق،="" وزير="" الداخلية،="" الذى="" لا="" يألو="" جهدًا="" فى="" الحفاظ="" على="" أمن="" البلاد="" والعباد="" أن="" يضع="" سمنود="" ضمن="" أولويات="" الأمن="" نظرًا="" لما="" وصلت="" إليه="" من="" حالة="" يُرثى="">