رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بات من الطبيعى القول بأن من حق إيران أن تسعى اليوم إلى امتلاك النووى بوصفه يأتى فى نطاق حرية الاختيار والتقدير، فإيران تعرف كيف تدير أزماتها. ومن ثم لا يمكن أن تظل مكتوفة الأيدى ويصادر العالم حقها فى امتلاك النووى، وإلا كيف يمكنها مجابهة الأخطار التى تطوقها والتهديدات التى توجه لها كل يوم، والجيوش والأساطيل المحملة برؤوس نووية وغير نووية؟. وبالتالى لا يمكن أن تظل مكتوفة الأيدى، ولا يمكن أن تظل رهينة ومذعنة للسطوة الصهيوأمريكية التى تحظر عليها الاقتراب من امتلاك النووى. الغريب أن إسرائيل ما فتئت تتحدث منذ سنوات عن إيران النووية، ونستدعى هنا ما تطرق إليه نتنياهو فى عام 2003 عندما قال: ( إيران ستصل إلى إنتاج قنابل نووية خلال ستة أسابيع). ولم يتحقق ما قاله. بل إن التقدير السنوى الصادر مؤخراً عن شعبة الاستخبارات العسكرية فى الجيش الإسرائيلى أفاد بأن إيران ستكون قادرة على صنع قنبلة فى غضون عامين. ويشير التقدير بأن اغتيال العالم النووى الإيرانى ( محسن فخرى زادة ) ــ الذى نفذته إسرائيل ــ كان السبب فى تأخير برنامج إيران النووى.

ما زالت إسرائيل تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل تهديداً وجودياً على أمنها القومى منذ عدة سنوات، ولذا تعمل على منعها بشتى الوسائل من الوصول إلى النووى، ومن ثم أطلقت مع الغرب المريض شبهات ودعاوى ملغومة حول وصول إيران إلى امتلاك النووى. بيد أن وكالة الطاقة الذرية دخلت على الخط مؤخراً وأكدت فى الثامن من فبراير الجارى بأن إيران تواصل خطتها لإنتاج معدن اليورانيوم فى اطار هدفها المعلن لإنتاج الوقود من أجل مفاعل طهران البحثى، وجاء هذا بعد أن أثارت طهران قلق الدول الغربية باعتزامها إنتاج هذه المادة التى تستخدم فى صنع الأسلحة النووية. ولا شك أن منطق العدل يفرض حتمية عدم استثناء إسرائيل من المساعى الدولية الرامية إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وذلك من أجل ضمان أمن وسلامة المنطقة، ويجب ألا يتخلل ذلك أية ثغرات.

رغم الدعاوى المغرضة من جانب إسرائيل والغرب المريض حيال إيران والزعم بسعيها الحثيث نحو امتلاك النووى فإن إيران ما فتئت تؤكد أن برنامجها سلمى يهدف إلى توليد كميات من الطاقة لبلد يصل تعداد مواطنيه إلى ثمانين مليوناً. هذا فى الوقت الذى يتم فيه تجاهل المجتمع الدولى لبرنامج إسرائيل النووى بما يؤكد الصمت المتعمد حول ترسانة إسرائيل النووية رغم أن دول العالم تدرك امتلاك الكيان الصهيونى لبرنامج متطور من تصنيع السلاح النووى. وكأن دول الغرب المريض تتعمد تجريد إيران من السلاح النووى وإبقائه فى يد إسرائيل فقط دون مراجعة أو محاسبة أو مساءلة.

وما يثير الاستغراب والدهشة أن تقف إسرائيل دوماً لتتحدث عن الخطر الذى تشكله إيران على إسرائيل والمنطقة بل وعلى العالم كله. وهكذا وعن عمد يغيب الكيان الصهيونى ترسانته النووية، كما يغيب كلية ما يمارسه من آثام وجرائم فى حق الفلسطينيين وفى حق المنطقة، وللحديث بقية..