رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

رحل عزت العلايلى ورحلت أعماله ولم يتبقَّ من أعماله بالنسبة لى إلا «المواطن مصرى». جسّد عزت العلايلى «أبومصرى»، الجندى الذى كان بديلًا لابن العمدة المرهف «دلوعة أمه» ليؤدى الخدمة الإلزامية مكانه، فتقوم الحرب ويعود «مصرى» فى صندوق خشبى بعد استشهاده فى الحرب.. دعك من أحداث الفيلم، لأنها قاسية ومؤلمة وأحداثها تقطر دماً.

شاهدت فيلم «المواطن مصرى» فى أول عرض له بسينما روكسى. لم أخطط ولم أستعد أن أذهب للسينما ولكن شاهدت إعلان الفيلم واسم الفيلم خطفنى منذ الوهلة الأولى، وكانت الحفلة المسائية على وشك أن تبدأ، وجدت نفسى منساقًا إلى شباك التذاكر وحجزت مقعدًا بمفردى وجلست فى منتصف السينما وشعرت بأن العرض خاص لى فقط، وأن السينما تم تفريغها من المشاهدين لكى أستمتع أو أبكى، أيهما أقرب.

شاهدت الفيلم وتركت قلبى يموج مع أحداث ومعاناة الفلاح الأجير، الذى يقتات على قراريط قليلة، ويضطر أن يستأجر ابنه ليحل محل ابن العمدة فى أداء الخدمة العسكرية، عاد «مصرى» فى صندوقه الخشبى بعد استشهاده، وهنا تجسدت كل معانى الحياة الصعبة، تجسدت الإنسانية المقهورة المعدومة التى لا نجد من ينصفها فى الأرض.

راح المواطن مصرى بطلقة الخيانة من عدو غادر، كما راح بنصل بارد من عدو بنى وطنه «العمدة»، الذى أراد أن يشترى كل شىء بدراهم معدودة وبثمن بخس وكان موقف «أبومصرى»، الفنان عزت العلايلى مؤلمًا إلى أقصى درجة.. عندما عرف أن «مصرى» ابنه اُستشهد فى الحرب بدلًا من ابن العمدة «الشرشابى».

بكى «أبومصرى» بحرقة قلبه، اعتصر دمًا وألمًا على فراق ابنه، لم أشعر بأن «العلايلى» يمثل أو يقوم بدور فى فيلم وينتهى ولكن براعة وإتقان واستخراج مشاعر الأبوة من مكمنها جعلتنى أصرخ بآهٍ مكتومة مزّقت صدرى على فراق «مصرى» وعلى إحساس «أبومصرى»، عزت العلايلى.

 بكيت وكأننى لم أبكِ من قبل، حزنت حزنًا كأن هذا العمل الدرامى أعيشه لحظة بلحظة فى بلدنا سمنود، حيث يوجد الفلاحون الطيبون، تصورت هذه المأساة تحدث فى كل بيت مصرى ليس له قوة إلا بالله.

المأساة التى جسدها الفنان عزت العلايلى فى هذا الفيلم كانت بالنسبة لى تاريخ العلايلى كله فى السينما المصرية وقد خلّدت اسمه بأحرف ساطعة، لتعلن أن العلايلى «أبومصرى» فنان عبقرى من تراب وطين الأرض الطيبة التى دافع عنها خيرة هذا البلد من الشباب..

* ومضة

إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى: يا ريت يكون حوارك للتليفزيون المصرى.