عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

حرب نفسية أشعلت إسرائيل أوارها مؤخرًا ضد إيران ارتبطت بالحديث عن خطر النووى الإيرانى، ففى الثلاثاء الماضى انبرى رئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال «أفيف كوخافى» ليتحدث عن أن بلاده أعدت مخططًا دقيقًا لشن هجوم عسكرى محتمل على إيران من شأنه أن يحبط أى محاولة منها للاقتراب من امتلاك قنبلة نووية، مشددًا على معارضته لعودة الاتفاق النووى الإيرانى الذى أبرم فى 2015 حتى لو تم إدخال تعديلات عليه. كما طالب بإبقاء العقوبات المفروضة على طهران. وفى معرض الرد على ذلك قالت إيران: (بأنه على حين لا نية لدينا بالدخول فى حرب ولكن إذا فرضت علينا سندافع جديًا عن بلادنا وسنرد بكل قوة على أى تهديد يطالنا، فقواتنا المسلحة مدربة وسترد بقوة على أى تهديد يستهدف أمنها) أى أن إيران لن تتوانى فى الدفاع عن نفسها فى مواجهة أى اعتداء تقوم به إسرائيل ضدها.

 ولكن ورغم هذا التهديد الإسرائيلى السافر فإن هناك من نظر إلى تصريحات رئيس الأركان بأنها للخداع فقط، وأن كلام الصهاينة استعراض، فإسرائيل ليس لديها خطة على أرض الواقع بل ليست لديهم أى قدرة على مهاجمة إيران بمفردها لا سيما وسط التطورات الجارية فى المنطقة. أما ما تهدف إليه إسرائيل من وراء تصريحاتها تلك فهو إظهار أن البرنامج النووى الإيرانى يشكل تهديدًا للمنطقة ككل، وفى الوقت نفسه تهدف إسرائيل إلى التعتيم على أسلحتها النووية وممارساتها التى تهدد السلم والاستقرار فى المنطقة برمتها. ولا غرابة فإسرائيل تستمر فى مناوشاتها وتحرشها بإيران، ولهذا فعلت كل ما فى وسعها لهدم الاتفاق النووى الذى تم إبرامه فى يوليو 2015 بين طهران ومجموعة الدول الكبرى 5+ 1، ولهذا يتعين على المجتمع الدولى أن يكون حذرا إزاء إسرائيل ومحاولاتها التحريضية لهدم الاتفاق النووى. بيد أن هناك من يرى أن ما تطلقه إسرائيل من تهديدات ضد إيران ليست إلا فرقعة إعلامية، ويمكن اعتبارها هوجة وبالونات اختبار أرادت إسرائيل بها لفت أنظار البيت الأبيض وزعيمه الجديد جو بايدن. وكأن إسرائيل بذلك تريد تحريك أمريكا ودول الخليج كى يشرعوا فى مجابهة إيران ومحور المقاومة لا سيما وأن إسرائيل لن يكون بإمكانها تحمل حرب مع إيران بمفردها. ولهذا تحاول استدراج الكل معها فى هذه المعركة ولا يهمها العواقب التى قد تسفر عنها حتى لو احترق الكون كله.

إسرائيل تحاول إقحام دول الخليج فى النزاع بدعوى أن إيران هى الفزاعة للمنطقة، وبأنها العدو المشترك لإسرائيل والعالم العربى. ولا يغيب عن أحد أن إسرائيل بذلك ترمى إلى خراب المنطقة، فمعركة من هذا القبيل فيما لو نشبت ستسفر عن تدهور كارثى يطال جميع مناحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئة والبنية التحتية بكل أشكالها. ويعول المرء هنا على الوعى العربى ليكون رادعًا لمخططات إسرائيل التخريبية، فديمومة البقاء العربى تكون بالحفاظ على المنطقة من ألاعيب إسرائيل الدهاليزية وإبعادها عما تخطط له وتضع لمساته فى كواليس السياسة الخارجية. وقانا الله من كل سوء، وحفظ المنطقة من شرور إسرائيل وآثامها. نعم إنها إسرائيل التى ستظل بلا منازع العدو الأوحد للأمتين العربية والإسلامية...