رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

أصبحت مصر اليوم بفضل القيادة السياسية دولة قوية تأبى أن يتدخل أحد فى شئونها الداخلية تحت مسمى حقوق الانسان والشعارات التى تُنادى بها بعض الدول العظمى كالديمقراطية وحرية الرأى والتعبير التى تفتقدها تلك الدول اليوم، فبداخل المكان الذى انتهكت فيه حقوق الشعب الامريكى الا وهو الكونجرس الامريكي، وضَرَبَ أروع الامثلة لانتهاك حقوق الانسان والديكتاتورية وتقييد حرية الشعب الامريكى ومنعه من التعبير عن رأيه،  يعلن من ذات المكان عن تشكيل تكتل جديد داخله لدراسة وتقييم حالة حقوق الانسان فى مصر! وكان الأولى أن يُشكل تكتل لدراسة وتقييم حالة حقوق الانسان فى المكان الذى انتهكت فيه حقوق الانسان الا وهو الكونجرس الامريكى بالولايات المتحدة الامريكية!

فيجب أن يعلم الكل، ليس هناك ما يسمى بحقوق الإنسان قبل الإسلام، بل تعرض الإنسان لجميع أنواع الإهانة والمهانة والتعذيب، وسُلبت منه جميع حقوقه، فكان لا يتمتع بالحق فى الحياة ولا الكرامة ولا الحق فى العمل ولا التنقل ولا هناك مساواة ما بين الناس بل تعرض لأبشع انواع التمييز من تقسيمهم لعبيد فقراء وما بين أغنياء، وكان هناك تمييز فى اللون ابيض وأسود وتمييز ايضًا فى الجنس ما بين الرجل والمرأة وتمييز فى العقائد الدينية ولا هناك مجال للحرية فى اختيار العمل المناسب او حتى الديانة ، كما انتشر نظام السُخرة اى ما يسمى بالعبيد او الرق.

وقد كانت المرأة مُهانة قبل الإسلام فكانوا يعتبرونها عارا وعندما يعلم أحدهم بأن الله رزقه بأنثى كان يدفنها حية بلا رحمة، الى ان جاء الإسلام وبدأ فى تنظيم العلاقات بين الناس وبيّن حقوق الكل وما على الإنسان من واجبات وما عليه من حقوق، وايضًا نص على عدم التمييز.. والمساواة ما بين الناس وايضًا المساواة ما بين الرجل والمرأة، وبيّن حقوق الأنسان بشيء من التفصيل، بل لم يترك مسألة الا وتناولها وبيّنها ووضحها ، فمثلًا نص القرآن على ان لا فرق ما بين إنسان وإنسان الا بالتقوى ، فلم يفرق بينهم من حيث الجنس اى ما بين ذكر او أنثى، ولم يفرق ما بينهم من حيث اللون، وكرم الله الإنسان ومنحه حقوقا وامتيازات وفضله على العالمين.

فحقوق الإنسان ليست شانًا غربيًا كما يظن البعض، بل حقوق الإنسان متواجدة منذ القدم، ونص عليها القرآن ووضحها تفصيلًا وبيّن تلك الحقوق بجميع أنواعها وأشكالها، ثم جاءت بعد ذلك القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية، والفرق ما بين حقوق الإنسان التى نص عليها القرآن والتى ابتدعها الغرب، ان القران العظيم بيّنها ووضحها وفصلها ، ومُنحت للجميع لا فرق بين شخص وآخر او بين ذكر وأنثى، وايضًا حقوق الإنسان منحها الله للإنسان لتكملة رسالته التى خلق الله الإنسان من اجلها الا وهى تعمير الأرض، فهى مرتبطة بالإنسان ولصيقة به حتى بعد وفاته.

  اما حقوق الإنسان من وجهة نظر الغرب فأساسها تحقيق الاهداف والقيم الغربية والتى تختص بها طبقات او شعوب معينة، فانطلاق فكرة حقوق الإنسان كما ذكر البعض جاءت مع الثورة الفرنسية، وهدفها التخلص من الاستبداد السياسى لملوك فرنسا، فالمرجع الأساسى لحقوق الإنسان القرآن والسنة فهى حقوق وضعها الله وبينها ووضحها وغير قابلة للتغيير وتناسب كل زمان ومكان بعكس النصوص والقوانين التى يضعها البشر فبالتأكيد قد يصيبها الجمود فى بعض الأحيان وتكون فى أحيان أخرى غير قابلة للتطبيق والتنفيذ ومن الممكن ان لا تناسب البعض، واحيانًا يصعب تنفيذها لكن المبادئ والقوانين التى يضعها الله تصبح صالحة للجميع ومرضية للكل.

عضو مجلس النواب