رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة

 

 

 

رحل لارى كينج، الإعلامى الأمريكى، عن عمر 87 عاماً، وهو أشهر مقدم برامج حوارية تليفزيونية فى العالم، بعد أن أمضى 63 عاماً فى العمل الإذاعى والتليفزيونى، عمل فى محطة «سى إن إن» منذ نشأتها فى عام 1985 إلى عام 2010، ثم واصل العمل عبر «اليوتيوب» وأنشأ قناة أسماها «تى. فى كينج».

خلال مسيرته الإعلامية عبر أثير الإذاعة أو على الشاشة الفضية حاور أكثر من 50 ألف شخصية مختلفة. تميز لارى كينج بسمات خاصة لم يسبقه إليها إذاعى أو إعلامى آخر، كان يحاور بشكل مختلف، سؤاله قصير مفيد، يترك مساحة كبيرة للضيف كى يتحدث بحريته دون أن يقاطعه إلا فى حالة الضرورة أو إذا اقتضى الأمر ذلك، لم يكن ديمقراطياً أو جمهورياً، لا تعرف هويته السياسية وهذا النمط أو الفكر من الإعلاميين يعد من الأسباب الرئيسية لنجاحه  ويكون متميزاً بل المحاور الأول على مستوى العالم.

حاور لارى كينج العديد والعديد من الشخصيات العالمية حتى تمنى الكثير من أهل السياسة والفكر والفن أن يحلّوا ضيوفاً على مائدة لارى كينج الحوارية.

عندما تضع «كينج»، هذا النموذج الإعلامى المتمكن الذى يمسك بتلابيب الكلمة ويستطيع أن يُخرج ما فى بطن وعقل محاوريه، أمام الإعلاميين العرب تحديدًا تجد فروقًا شاسعة فى الفكر والأداء، فالإعلامى العربى أو المصرى يملك حنجرة صوتية مزعجة، وكل ما يفعله أن يجعل صوته أعلى من صوت الضيف وكأنه يريد أن يقول للضيف أنا أكثر منك صوتاً وأنا أكثر منك علماً.

تجد المذيع المصرى ينقلب بقدرة قادر إلى صوت دون وعى أو فكر أو ثقافة يتلعثم ويعيد ويزيد فى جملة واحدة يأتى بها مرة بفعل ومرة باسم ومرة بحرف ولا تعرف ماذا يريد المذيع أن يقول، مجرد صوت رخم رذل.

تجد المذيع المصرى المتلوّن الذى يريد أن يقول: «أنا الدولة والدولة أنا»، رغم أنه لم يُطلب منه ذلك، ولكن إمعاناً فى أن يكون ملكاً أكثر من الملك، تجده يبالغ فى استعراض أى عمل تجاه الدولة، يريد أن يقول أنا ابن النظام ولا غيرى، رغم أن الدولة لا تحتاج لمثل هؤلاء المذيعين الذين يجلبون العار لبلدهم.

الدولة تريد إعلاماً واعياً، كما طلب رئيس الجمهورية فى أكثر من مناسبة وقال إن الإعلاميين يحتاجون إلى ثقافة وإلى وعى «مش كل واحد ماسك ميكروفون يقول اللى هوه عايزه» دون وعى أو معلومة أو ثقافة.

رئيس الجمهورية أكثر الناس حرصاً على أن يكون عندنا إعلام مستنير ينقل المعلومة دون إسفاف أو انحلال، يريد إعلاميين وصحفيين يرتقون بطريقة النقد والعرض والطرح وتقديم الحلول البديلة، يريد أن يكون الإعلامى محايداً ينقل المعلومة بأمانة وأن ينتقد بأمانة ويقدم الحلول بأمانة من أجل بناء الوطن.

<>

أن تكون ملكاً أكثر من الملك، هذا يأتى بنتيجة عكسية مدمرة ولنا فى مدرسة لارى كينج أسوة حسنة.. ليتكم تتعلمون.