رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بعد أن غادر دونالد ترامب إلى غير رجعة بات يتعين اليوم على جو بايدن الرئيس الأمريكى تطهير السياسة الأمريكية مما علق بها من نفايات وأوبئة سياسية وأخلاقية خلفها المارق ترامب بسياساته الزاخرة بالفيروسات القاتلة، فهل سيتمكن جو بايدن من تحقيق وحدة الصف فى الولايات المتحدة بعد أن قسمها ترامب بأفعاله وسياساته العقيمة وعنصريته المقيتة؟ يتعين على بايدن إصلاح حالة الانقسام، وتبديد القلق والرعب الذى نجم عنها، وسيتعين عليه أيضًا إعادة الثقة إلى النظام السياسى الأمريكى.

لقد سادت لحظة ارتياح فى جميع أنحاء العالم بعد أن شهدت الولايات المتحدة الأمريكية انتقالًا منظمًا للسلطة جرت وقائعه فى العشرين من يناير الجارى فى مبنى الكابيتول بعد أسبوعين من كارثة اقتحامه والهجوم عليه من قبل أنصار ترامب، وهو المشهد الذى جسد العنف السياسى. واليوم نتساءل: ماذا بعد أن تم تنصيب جو بايدن رئيسا لأمريكا؟ ما هى التغيرات المتوقع حدوثها لقضايا كثيرة فى المنطقة وتتصدرها القضية الفلسطينية وتبعات ذلك على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؟ هناك توقعات بأن يعود بايدن إلى السياسة الأمريكية التقليدية التى تطالب بتجميد الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتطرح إقامة دولة فلسطينية بمقاييس قد لا تروق لما يريده الشعب الفلسطينى، ولكنها فى الوقت نفسه تتجاوز ما نصت عليه صفقة القرن التى أعلنها ترامب بقيود وشروط فرضها قبل إقامة هذه الدولة غير الممكنة. وتصل التصورات إلى إمكانية الدعوة إلى مؤتمر دولى إقليمى يشارك فيه الفلسطينيون وإسرائيل ودول عربية وأخرى أوروبية وروسيا والأمم المتحدة ليكون هذا بمثابة تدشين لعودة المفاوضات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية.

تتصاعد الآمال فى أن يتبنى جو بايدن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وأن يشطب بجرة قلم على ما أطلق عليه صفقة القرن التى أعلنها ترامب فى الثامن والعشرين من يناير من العام الماضى بوصفها خطة لتحقيق السلام الدائم فى المنطقة التى لم تكن إلا أكذوبة منح ترامب خلالها إسرائيل السيطرة على 30 % من أراضى الضفة. بيد أن هناك من يستبعد تراجع إدارة بايدن عن خطوات اتخذتها إدارة ترامب لا سيما فيما إذا تحدثنا عن خطوات تشكل مكاسب لإسرائيل بوصفها أوثق حليف لأمريكا فى الشرق الأوسط. بيد أن إدارة بايدن قد تتبنى إعادة الاعتبار لمبدأ حل الدولتين، وعندئذ لن تسمح لإسرائيل بضم المزيد من الأراضى الفلسطينية، ولن تتساهل مع سياسات الاستيطان. غير أن ما ترتب من خسائر فادحة بحق الجانب الفلسطينى والعربى لن يتم تعويضه بسبب المكاسب التى أحرزتها إسرائيل من خلال التطبيع مع أكثر من دولة عربية.

على الرغم من أن بايدن على غرار الحرس القديم فى الحزب الديمقراطى يعد داعمًا مخلصًا ومدافعًا قديمًا عن إسرائيل، فإنه من غير المرجح تبنيه لسياسات ترامب تجاه الفلسطينيين، فالجناح اليسارى داخل الحزب الديمقراطى ــ الذى بات له دور وموقف قوى على صعيد السياسة الخارجية ـــ يدفع باتجاه القيام بدور أكبر لحماية الحقوق الفلسطينية. ولكن يجب ألا يغشانا الوهم ويغيب عنا أن بايدن مثله مثل رؤساء أمريكا، وبالتالى سيظل مختوما بالخاتم الصهيونى ساعيًا إلى دعم إسرائيل بوصفها كانت وستبقى أوثق حليف للولايات المتحدة الأمريكية.