رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

من الصعب انكار أو تجاهل أو غض الطرف عما يقام فى مصر من مشروعات فى الصناعة، الطرق، المواصلات، إقامة المدن الجديدة، الصحة، الزراعة، التصدير، التعليم، التصدى للعشوائيات، المزارع السمكية، الكهرباء، محطات مياه الشرب والصرف الصحى.. مئات المشروعات تم الانتهاء من بعضها، ومئات أخرى تحت التنفيذ،  مصر تشهد بالفعل ثورة حقيقية فى إعادة بناء اقتصادها وفى رسم خريطتها وفى النهوض بشعبها، وهذه الثورة يرجع الفضل فيها للرئيس السيسى الذى يعمل بإخلاص فى نقل البلاد إلى المكانة الجدير بها هى وشعبها، ومن الإنصاف أن نوجه الشكر له وللحكومات التى شاركت معه فى تحمل المسئولية، وعلى رأسها حكومة د.مصطفى مدبولى التى تتحمل عبء البناء والتطوير على مدار الساعة منذ سنوات.

صحيح أجيالنا لن تسفيد قليلا ولا كثيرا من هذه الثورة، وصحيح أن أولادنا وأحفادنا هم الذين يجنون ثمار ما يتم تنفيذه اليوم والأيام القادمة، لكن كما يقولون: اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى، والغربال لمن شاهده وعاصره هو ما ينخل فيه الدقيق، اطار خشبى دائرى، مثبت عليه سلك خفيف أقرب للسلك الذى نضعه على الشبابيك لمنع الذباب والناموس، هذا السلك عندما تقف خلفه يمكنك أن تشاهد ما وراءه، واللى ما يشوفش من الغربال المشروعات والجهد المبذول فى إعادة رسم خريطة مصر الاقتصادية والجغرافية والتعليمية والصحية والزراعية فهو يحتاج لتنظيف سلك الغربال أو تركيب نظارة أو نزع الكراهية التى تعشش فى نفسه أو الإلتزام بالحيادية بعيدا عن أية أيديولوجية أو اجندة سياسية، مصر بالفعل تتغير، والفضل بالفعل يعود للسيسى والحكومات التى تعمل معه، عتمت الغربال، خلعت النظارة، استسلمت لكرهيتك أو ايديولوجيتك أو اجندتك، التغيير يجرى مثل المياه فى النهر ولن يتوقف.

عن نفسى لى ملاحظات على النظام الحاكم، منها ملف الحريات، حرية التعبير، وحرية الاختلاف، وعدم تصنيف المعارض فى خانة العميل والخائن والممول والارهابى، وحبس المعارض لسنوات احتياطيا، إضافة إلى ملاحظات فى الأولويات، وغيرها نراه خلال المتابعة، لكن رغم هذا أرى ما يقام بشكل محايد، من خلف الغربال، ومن خلف سلك الشباك، وبعيدا عن ملاحظاتى وانتقاداتى، لأنه من الظلم أو من الحماقة انكار ما يجرى فى البلاد من مشروعات وتحديث لأننى اختلف مع النظام فى ملف الحريات، والمعارضين، وبعض مواد القانون التى تستغل لحبس المعارضين دون محاكمة.

الأمانة تتطلب منا أن نقدر ما يقام من جهد فى التغيير والتحديث والتطوير ونثمنه، وتتطلب أيضا أن نعلن تقديرنا هذا للرأى العام بشفافية وحياد، فى الوقت نفسه ننبه النظام وحكومته إلى السلبيات التى نأخذها عليه، ونطالبه برفع القيود عن حرية التعبير، وتغيير قوانين الحبس الاحتياطي، وترسيخ مبدأ التعددية الحزبية، والاهتمام بالشفافية، اختلف مع الرئيس، انتقد بعض ما تقوم به الحكومة، لكن لا تنكر ما يقام من تطوير وتغيير وتحديث على أرض الوطن.

[email protected]