رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

حقوق الإنسان ليست بدعة من الغرب أو كما يزعم الغرب بأن حقوق الانسان هم أول من نادوا بها ونصت عليها المواثيق الدولية والاعلان العالمى لحقوق الانسان، بل الحقيقة أن حقوق الانسان نادى بها الاسلام وأول من حث عليها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، فحينما ارسل الله سيدنا محمد رحمة للعالمين اول ما دعا اليه هو المساواة ما بين الابيض والاسود والمساواة ما بين الملوك والعبيد وكما نادى بحقوق المرأة ، فلقد كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرية الإنسان والحصول على حقوقه ٬ والقضاء على عبودية البشر للبشر٬ فقرر الحرية الإنسانية وجعلها من دلائل تكريم الخالق للإنسان٬ وأولى اهتمامًا خاصًا للعبيد٬ فضيق صلى الله عليه وسلم مصادر الاسترقاق ووسع منافذ التحرير٬ ورغّب الناس فى تحرير العبيد.

لقد كانت دعوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كلها تنص على مباديء حقوق الانسان ، بل نصوص القرآن كلها تحث على المباديء التى يزعم الغرب المناداة بها، وتحققت بالفعل حقوق الانسان فى عهد سيدنا محمد ، واليوم يعتبر الجميع مرجع حقوق الانسان للاعلان العالمى لحقوق الانسان والمواثيق الدولية!، رغم أن المرجع الحقيقى هو القرآن والسنة ومباديء الاسلام التى تحث على ذلك، فتقوم العقيدة الإسلامية على مبدأ وحدة الجنس البشرى وأن الاختلاف بين البشر سواء فى الأرزاق أو مصادر الدخل أو الأعمار أو الألوان أو الأعراق إنما يهدف إلى إعمار الكون فى إطار من التعايش والتعاون والتكامل، وتتضح هذه الحقائق بلا لبس أو شك عند إلقاء نظرة على بعض الآيات القرانية الكريمة، ويؤكد الإسلام على الحرية التامة للعقيدة، ومن الواضح أن الأساس الفلسفي الذى قام عليه مفهوم حقوق الإنسان هو تكريم الإنسان بما يمكنه من القيام بدوره في المجتمع وتحقيق تقدم المجتمع من خلال تقدم ورقي الفرد، وهذا الأساس هو نفسه الذى أشار إليه الإسلام فى مواضع عديدة، وبصفة عامة تحكم علاقة المسلم مجموعة من الأحكام الإسلامية.

ومن أهم الحقوق التى كفلها الإسلام للإنسان: حق الحياة : فنهى الاسلام عن الانتحار وقتل الناس بعضهم البعض ، حق الكرامة: فقال تعالى:«وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آَدَمَ» ، حق الحرية: فنص القرآن على نوعين من أنواع الحرية وهى حرية اختيار الحاكم مما كان فى عهد الخلفاء الراشدين والصحابة وايضًا نص على الحرية الفردية ، حق التعليم: فقال تعالى « وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ»، حق العمل:  فقال الله تعالى:« مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً» .فحقوق الإنسان فى الإسلام ثابتة ولا تقبل الإلغاء أو التبديل أو التعطيل ، فهى ليست مطلقة بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية ، ونص القرآن ايضًا على المساواة بين الرجل والمرأة ، حقوق غير المسلم فى الإسلام.

 والخلاصة ان نصوص القرآن الكريم كلها تحث على حقوق الانسان التى يزعم الغرب انهم هم من نادوا بها ، والتى يجب ان يُرجع اليها للاستشهاد بحقوق الانسان وأيضًا يتم تدريسها فى مناهج التعليم باعتبارها المرجع الرئيسى لحقوق الانسان وحرياته وايضًا وضحها القرآن وبيّن كيفية تطبيقها بعكس الغرب الذى ينادى بحقوق الانسان وحرياته كستار لتحقيق مصالحها ، فهناك ذرائع وحجج وخطط بديلة للدول العظمى : ( الكشف عن بترول ، تحقيق الديمقراطية، مكافحة إرهاب ، فتنة طائفية ، تقسيم البعض الى شيعة وسنة، حقوق الإنسان ) بعض ما ذكرته أدوات تستخدمها الدول العظمى لتحقيق أهدافها ومصالحها والتدخل فى شئون الدول واستعمارها، فلم يعد يدهشنى ما يحدث الآن فى أمريكا والهجوم المُفتعل على الكونجرس ، فمع كل هجمة إرهابية تعيد الدول العظمى صياغة قوانينها لمحاربة الإرهاب الذى صنعته بصورة صارمة حتى لو اضطر الأمر أن تضحى تلك الدول بمواطنيها ومؤسساتها من أجل تحقيق أهداف أبعد وأعظم لنفسها!

 [email protected]

عضو مجلس النواب