عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

هل نجحت الجائحة فى هدم كثير من القيم المتبقية لدينا من أزمنة الطيبة والسماحة والحب والإنسانية ، كهدم فرضية « الدنيا تسع الكل «، فبات اليوم كلّ واحد منا بيرفع شعار « ياللا نفسى وبس «.؟!!.  .

لقد استسلمنا إلى الخوف اللى هيسلمنا لعدم الثّقة فى الآخر ، مع أن الكوارث لا يصح معها المثل القائل “يوم تسلم ناقتى ما على من رفاقتي” بل تحمل فى ذاتها رسالة التعاون والتكاتف والتكافل وروح المجتمع الواحد للانتصار على النكبات، والإيمان بالقدرة على تجاوزها، وإحياء الضمير المؤدى إلى نمو الهاجس الإنسانى و الوطنى فى النفس وترقيته فى الممارسة..

من تبعات كوارث « كورونا « اللعينة حدوتة بشعة تم تداول تفاصيلها شباب الفسبوك على صفحاتهم ، أن قامت عائلة قرر أفرادها التخلى عن كبيرتهم الجدة الطيبة فور علمهم بإصابتها بكورونا ( إلى هنا الحدوتة صارت عادية ومتكررة بدعوى تنفيذ تعليمات منظمة الصحة العالمية بالبعد عن الكبار فأضافوا « ودعوهم ينتظرون كورونا والمصير المحتوم « ) .. أما الإضافة الإجرامية فكانت باستدعاء سيدة بسيطة وتكليفها برعاية الجدة باعتبارها مريضة بالسرطان ، وذهبت المسكينة حاملة طفلتها على كتفها لرعاية الجدة وتلبية رغباتها .. ولتكمل الحدوتة عزيزى القارئ .. ترحل السيدة تاركة طفلة يتيمة فى منزل « الكورونا « بعد أن قامت بالطبع بتوزيع فيروسات المرض على كل من تعاملت معهم وهى ترعى الجدة المسكينة !!!

يتفاوت الناس تفاوتاً كبيراً فى مدى يقظة ضمائرهم ، وفيما أنعم عليهم من ملكات روحية وإيمانية ، فالبعض تاهت ضمائرهم و فقدوا ظل وجودهم ، فى حين أن البعض الآخر يتألق لديه الضمير ويتيقظ ، لدرجة الإحساس الدقيق بكل أحوال المتغيرات السلبية مهما تسارع إيقاع حدوثها ، وكلا الأمرين خطر على الحياة الإنسانية ، لأنه فى الحالة الأولى يستهدف صاحب الضمير المتحجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية ، وفى الحالة الثانية يتعرض صاحب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راحته وتسلب سكينة عيشه ، وخير منهج هو طريق وسط بين الطرفين ، فيناط بالضمير أن يرعى الإنسان حق غيره وأن يحسن ولا يسيء ، فتبلغ نفس الفرد قصارى ما تبلغه نفس طيبة من رعاية حقوق الناس ومن كلف بالخيرات وسخط على الشرور ..

لا شك عزيزى القارئ أن نفوس الناس تختلف فى سعتها وضيقها كما تختلف بيوتهم ، فبعضها تفيض بغرف متسعة ، وأخرى ليس بها إلا غرف ضيقة ، ومن الناس من تضيق نفسه لثقب إبرة ، ومنهم من تتسع حتى تحتضن الدنيا بأسرها ، وتولد النفس ضيقة فيزودها الإحساس بالتجارب وينال التهذيب منها كل توسيع وعمق ، ويضفى عليها الدين من أنوار الرجاء ما يفتح مغالقها ...

[email protected]