عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

فقدت مصر قيمة وقامة لم ولن تتكرر ونادرًا ما نجد مؤلفًا بهذه العقلية الذى تكلم بلسان الشعب المصري، فأعماله لم تكن مجرد فيلم أو مسلسل نشاهده للتسلية بل بمثابة تلقين دروس وحكم فأصبحت مقولات نقتبسها ونتداولها أثرت ومازالت تؤثر فى كل الأجيال الحالية والقادمة ، فأعماله الدرامية كانت بمثابة أسلحة دراما شاملة، بعض أعماله كان لها الفضل فى لفت نظر المُشرع لقضايا هامة تحتاج الى تعديل تشريعى عاجل والبعض الآخر كان يُلفت النظر لمشاكل نعيشها يوميًا والبعض الآخر كان كما ينبغى أن يكون رسالة وهدفًا ، فتعتبر الدراما مصدرًا هامًا من مصادر تشريع القوانين او على الأقل لفت النظر الى ان هناك قصورًا فى القوانين.

 ففيلم ملف فى الآداب أحد أعمال هذا المؤلف المُبدع تناول مسألة هامة، ألا وهى الحكم على البعض وزجهم فى السجن ظلمًا ، وهناك من يتم الحكم عليه براءة ولكن بعد ما تلوث ملف المظلوم، كما جسدها هذا الفيلم بكل دقة وهناك من يظل بالسجن طيلة حياته ظلمًا! فوردت جملة فى نهاية الفيلم تصف المغزى الحقيقى منه بعد ما حصلت البطلة على حكم البراءة: «حكم البراءة بتاعك ده مايلزمنيش ، حكم البراءة بتاعك ده يبعد عنى سجن الحكومة ، لكن مايبعدش عنى السجن اللى بره ، سجن الحكومة له اول و له اخر ، لكن سجن الناس لا له اول ولا اخر ، الشارع هيبقى سجن،الأتوبيس هيبقى سجن، حكم البراءة بتاعك مش هيرجعنى مديحة الشريفة تانى ، انا شريفة على الاوراق الرسمية وبس ،لكن قدام الناس هفضل مديحة اللى ليها ملف فى الآداب».

 هذه هى الحقيقة؛ فكم من ناس تم الحكم عليها براءة ولكن مازالت فى أعين الناس مجرمة ! هناك قاعدة فى القانون : «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ولكى يتم تفعيلها على أرض الواقع يجب أن يُعامل المتهم كالبريء حتى تتم إدانته او براءته ويجب أن يُحصن فى جميع مراحل التحقيق بدءًا من التحقيق فى محضر المباحث حتى النيابة وايضًا حماية الشهود وحماية أقوالهم واحترام رغبات البعض بعدم الإفصاح عن اسمائهم ، فالعديد من الشهود يغيرون ويحرفون أقوالهم لشعورهم بالخوف وخاصة إذا علم الجانى بأسمائهم وتوعدهم بالتهديد، من شاهد أيضًا فيلم الارهابى أحد أعماله يجد أنه ليس مجرد فيلم بل واقع نعيشه اليوم، فهناك عبارة ذُكرت فى هذا الفيلم قالها عادل امام وهو يجسد دور الارهابى عندما خاطب وزير الداخلية بأنه كافر! فكان رده «فى نظرهم الحكومة كافرة وكلنا كافرين»، كما وردت جملة أخرى قالها قيادى فى جماعتهم:« أموالهم غنيمة ونساؤهم جوارى لنا»، فهم يجدون تحليلًا وردًا على كل ما يريدون تحليله ويناسب رغباتهم لذا دائمًا ما يرددون جملة:« لا تجادل ولا تناقش وإلا وقعت فى المحظور» لأن هؤلاء الشباب إن فكروا وجادلوا فيما يوجه إليهم من تعليمات واوامر لما فعلوها!

ولأن المحظور فى نظرهم ما خالف عقيدتهم وفكرهم!،كما وردت جملة أخرى موجهة للارهابي:«مين عيّنك مسئول»، فنسى هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى خاطب أشرف خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام : «مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ»، «لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ»، فأراد هذا المؤلف البارع أن يوصل رسالة من خلال ذلك الفيلم والتى تم ايضاحها فى نهاية الفيلم ، فالضحايا دائمًا تستقطبهم تلك الجماعة الإرهابية باسم الدين! فالقيادات تأخذ التمويل من الخارج ويستغلون هؤلاء الشباب المنحدر معهم باسم الدين لتنفيذ أغراضهم الدنيئة ويذهبون هم ضحية مزاعم هؤلاء الكاذبة، رحم الله الكاتب المُبدع وحيد حامد الذى رحل جسده ولكن تظل روحه وأعماله معنا ، وأتمنى أن يتم إذاعة جميع أفلامه على ايام متتالية لنسترجع الاعمال الدرامية الهادفة .

[email protected]

عضو مجلس النواب