رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم يأتِ من فراغ إعلان البابا بيوس التاسع القديس يوسف النجار شفيعًا للكنيسة الكاثوليكية فقد اصطفاه الملاك وأتمنه على سلامة العائلة المقدسة من بطش هيرودوس أكثر ملوك الأرض شرًا والذى جن جنونه من أن يشب الوليد الفريد ويأخذ ملكه، كما تنبأت أسفار اليهود لذا اراد قتله بعد أن تحقق من المجوس الثلاثة الذين قدموا الهدايا وسجدوا له (خذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك) حملتهم سحابة القدرة فى رحلة استثنائية إلى واحة الأمان منذ الأزل مصر المحروسة وتمت نبوءة أشعياء: يكون مذبحاً للرب فى وسط مصر حيث كنيسة العذراء بدير المحرق، فسطح المذبح هو الحجر الذى كان ينام عليه المسيح حيث مكثوا أكثر من 6 أشهر بأسيوط والمعجزة ان هذا الدير بؤرة المنتصف من جميع الاتجاهات، وكلما مر أو حط الركب المقدس كانت أوثان المعابد ترتجف وتسقط من إشراقة وجهه ويذوب معها قلب الوادى وقد سارت العائلة المبجلة فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها لمدة 3 سنوات لتباركها. «مبارك شعبى مصر» وتغرس فيها غرسًا روحيًا مباركًا يدوم مع الزمن وقد نما وترعرع فى نفوس أقباطنا المؤمنين وأثمر قطوفاً من المحبة والإخاء والتى نقشت اثرًا جميلًا فى حياتنا، فمسيحنا المصرى لم يغادر أرضنا كما يدعون بل يتجلى علينا كل لحظة فى صور شتى كسماحة الخوجة فانوس الذى كان يصحح مخارج ألفاظى أثناء ترتيلى لسورة الغاشية وصبر الأستاذ ملاك العجيب على تعثرى فى فهم التفاعلات الكيميائية وطيبة جارتنا الخالة فايزة اثناء استضافتى فى بيتها حتى ترجع امى وشفقة مؤنس الصيدلى على الفقراء الذين لا يطيقون تكاليف الطبيب الباهظة وحتى ثقة نساء الحى فى أمانة المقدس ميلاد الصائغ الذى يقدم حلولاً ذكية لمشاكلهن المالية.

ولا يتسع المقام لذكر كل مناقب أولئك الطيبين الذين لم يتورط احدهم يوما فى رد اساءة الجاهلين بمثلها بسبب عظمة قوتهم الروحية المستمدة من عزم الصعيدى الأنبا أنطونيوس أول راهب فى المسيحية، المؤمن أن من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضاً، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً والتى للأسف أصبحت محل استهجان ورفض من بعض الاجيال التى أتيحت لها فرصة الهجرة إلى مسيحية القرون الوسطى والتى تحض على التباغض والتنافر وتقسم الناس إلى طوائف وملل وهى الثغرة التى دائمًا ينفذ منها المتربصون باستقرار هذا البلد الأمن لولا ان الله منّ علينا بمحبة أبينا الحكيم تواضروس الذى له من اسمه نصيب فهو بحق عطية الله والذى اوصد باب فتنة الاستقواء بالخارج لا سيما بعد أن اسفر الغرب عن وجهه المتلون.

لم تكن نكسة مصر المؤلمة هى حرب الأيام الستة فقط وإنما هجرة الحرمان والعوز التى شوهت الروح المتسامحة وللإنصاف كما كانت الهجرة إلى الغرب مريعة فإن الهجرة إلى صحراء النفط كارثية فهبت على بلادنا رياح سموم الخماسين المحملة بذرات التخلف والتزمت التى لا تعرف للاختلاف سبيلًا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة  لقد تمصرت كل الأديان بعد أن ارتوت من كرم النيل أحد أنهار الجنة ودبت فى عروقها المحبة والسلام لذا نحن معشر الأقباط المسلمين لا نحتاج إلى فتاوى صحراوية حتى نهنئ أنفسنا بميلاد السيد فقد سبقنا القرآن لذلك واحتفى به (والسلام عليه يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حياً) ونكاية فى المتنطعين سنقولها هذه المرة بالقبطية الفصيحة (نوفرى شاى) عيد سعيد.