عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

رغم تأكيد مسئولين إيرانيين بأن دولتهم تمارس أقصى درجات ضبط النفس بهدف تجنيب المنطقة حربًا قد يسعى ترامب لفرضها فى أيامه الأخيرة، فإن كثيرًا من المراقبين يرون أنه من غير المستبعد على ترامبــ الساعى إلى صرف الانتباه عن مشكلاته فى الداخل بعد خسارته الانتخابات الأخيرةــ أن يقدم على توجيه ضربة لإيران قبل مغادرته البيت الأبيض فى ظل سعيه الدائم لخلط الأوراق خلال أيامه الأخيرة، فترامب غير الراضى عن مغادرته للبيت الأبيض سيسعى لتعويض فشله الداخلى عبر خطوات تحدث ضجيجًا على المستوى الدولى، وبالتالى فإن أهم هدف له هو وضع مزيد من الألغام فى طريق الرئيس المنتخب جو بايدن، وإفشال مساعيه الهادفة إلى علاقات منفتحة مع إيران وإحياء الاتفاق النووى معها، وهو هدف يشترك فيه ترامب مع حلفائه فى الخليج وإسرائيل.

ولكن قد لا يتعدى الأمر التهديدات المتبادلة بين كل من طهران وواشنطن، ولربما لن يتعدى ترامب الحدود الدعائية فى تهديداته لطهران لكونه يدرك أبعاد اللعبة التى تتمثل فى استحالة التصعيد باتجاه حرب شاملة، حيث إن أمرًا كهذا قد يربك كل الحسابات الدولية. بل إن ترامب لم يكن ليصدر تلك التحذيرات لإيران فيما إذا كان ينوى عن حق توجيه ضربة لها، وبالتالى فإن كل هدفه من وراء ذلك هو إقناعها بعدم القيام بعمليات انتقامية ضد أمريكا ردًا على عملية اغتيال الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى التى نفذتها أمريكا فى الثالث من يناير العام الماضى. بيد أن هناك فريقًا يرى أن طهران تدرك اللعبة مع واشنطن، وبالتالى فإنها لن تسعى لمواجهة عسكرية معها بل ستسعى فقط لتجديد التهديد لحين رحيل ترامب وقدوم بايدن خلفًا له وهو الذى تعلق عليه آمالًا كبيرة فى علاقات أكثر توازنًا.

وفى المقابل حذرت الخارجية الإيرانية أمريكا من إثارة التوتر وارتكاب أى مغامرات خطيرة فى الأيام الأخيرة لإدارة ترامب فى البيت الأبيض. فى الوقت الذى دعا فيه قائد القوات البحرية فى الحرس الثورى الإيرانى الأدميرال على رضا قواته لليقظة والاستعداد، مؤكدًا جاهزيتها للدفاع عن أمن إيران. ومن جانب آخر وفى معرض تعليق إسرائيل على التوقعات بحدوث مجابهة قال الناطق باسم الجيش: (إن إسرائيل تراقب الوضع فى العراق واليمن تحسبًا لهجوم إيرانى أو حرب خاطفة فى ظل استمرار التصعيد بين إيران وأمريكا)، مؤكدًا أن نشاط الجيش الإسرائيلى بما فيه النشاط البحرى يشمل جميع مناطق الشرق الأوسط البعيدة والقريبة منه على حد تعبيره.

وهكذا بدت الأيام حافلة بالحديث عن قرع طبول الحرب بين إيران من جانب وأمريكا وحليفتها إسرائيل من جانب آخر. وثق هذا الحديث عن أن ترامب ربما لن يترك البيت الأبيض إلا بعد أن يوجه ضربة لإيران ترفع من شعبيته فى سياق مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض عبر الانتخابات الرئاسية القادمة بعد أربع سنوات. فضلًا عن أن خطوة كهذه من شأنها أن تضع العراقيل فى طريق خصمه بايدن الساعى لعلاقة أكثر انفتاحًا تجاه إيران والعودة للاتفاق النووى معها، وهى خطوة نافعة لإسرائيل لإضعاف إيران التى تمثل العدو التقليدى لها فى المنطقة، خطوة تصب فى مصلحة إسرائيل الاستراتيجية فى وقت تقترب فيه إسرائيل كثيرًا من الحدود الإيرانية عبر تحالفات واتفاقيات تطبيع مع عدة دول خليجية معادية لإيران.