رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


لم اكد انتهى من مقالي "صوت من عالم المخدرات"  حتى جائني خبر موت ستة من  نزلاء احدى المصحات العلاجيه للادمان  بالاسكندريه، خنقاً بالدخان اثر حريق ضخم اشتعل بالمصحه  ، لم تختلف  ردود افعال الشارع المصرى حول الضحايا كثيراً  ،فكان  السخط عليهم  ، وتقبل خبر وفاتهم ببرود به شيئ من الرضي هو الانطباع الاعم والاكثر وضوحا ،  جاء ذلك بعد ان تلقفت وسائل الاعلام و الصحف الخبر وتداولته تحت عنواين اشتركت جميعها بوصف الضحايا  بالمدمنين" مقتل ستة مدمنين بمصحه علاجيه بالاسكندريه" ، "مصرع ستة مدمنين داخل مصحة خنقاً بالدخان"  ،  "تفاصيل مصرع ستة مدنين بمصحه بالاسكندريه "، " موت المدمنين داخل المصحات العلاجية " . كلمة مدمن ، كلمة قادره علي توليد السخط  والعداء ضد من اطلقوا عليهم قتلى وهم في الاصل ضحايا  .
نعم ضحايا للاهمال وغياب استراتيجية الدولة تجاه علاج الادمان وتجاهل انشاء مصحات طبيه حقيقيه كافية تحت اشراف الدوله ووزارة الصحه والامن،  وتامينها بشكل يحمى المدمنين من انفسهم وتحاشي مثل هذه الحوادث التي تؤدى الي القتل الجماعي للمحتجزين بغرض العلاج، فعلى الدوله تسهيل اجراءات ترخيص المصحات العلاجية الخاصه واعفائها من الضرائب او جزء منها ودعمها من قِبل الامن واشراف وزارة الصحه علي ادائها،  لتفادى اي تجاوزات قد تعرض المرضى الشرفاء الذين قرروا ان يتخلوا عن الانحراف والمخدرات والاتجار وكل ما يحيطها وينتج عنها من جرائم ،   ويخوضوا صراع عنيف من اجل التعافي  والخروج من لعبة الموت .
ويا له من تحدى عنيف قد يذهق ارواحهم  ، فالجهاد هنا جهاد النفس والالم والاحتياج ، الحرب هنا مع فكره تسيطر علي المريض الذي اعترف بمرضه وانتصر علي الفكره بفكره اعظم منها وهى التعافي ، فبمجرد لجوء المدمن للمصحات العلاجية او سيطرة اهله علي الحاله والوصول بها لمكان علاجى ، فهو انتصار يحترم ويقدر ، فالتعافي يحتاج لجهد نفسي وجسدي يفوق قدرة تحمل البشر.
لذا يلجأ الناجين من لعبة الموت للمصحات العلاجية لاجبارهم علي ما يسمى "بالتبطيل " في لحظات الضعف ومقاومة فكرة الضرب فى عقولهم اول باول وعلاج جزورها فى اعماق مريض الادمان ،  حتى تحل جزور الشبكه النفسيه التى تؤدي بالنهايه الي لجوء المرضى للتعاطى او  " الضرب " .
ولاجل كل هذا يا ساده ولاجل توفر  نية التوبه لدا كل مدمن من ضحايا  حادث مصحة الاسكندرية بمجرد لجوءه الي المصحة ، وبعد ان اصبحوا امانة لا حول لهم ولا قوة بين يدي المعالجين والقائمين علي متابعة العلاج السلوكى، والاشراف عليه، و صاروا أمانة  في يد الدولة الغافله عن رقابة هذه المصحات وتامينها وغياب معايير الجوده والامان داخلها  فليس من النبل ان نقدمهم   للمجتمع وهم ضحايا  علي انهم فئة دنيئة من المدمنين  ذهقت ارواحهم نتيجة افعالهم . بل وجب علينا كما ارى ان نعطيهم حقهم الادبي بانهم " شهداء التعافي من الادمان"،  نعم هم شهداء جهاد النفس الذي اوجدهم في هذه المصحة  من اجل التعافى .
ازال الحادث الاليم لشهداء التعافي المشار اليه الغمامة عن ملف المصحات العلاجية للادمان ،وضرورة الاهتمام بها لاستقبال اكثر من ١٠مليون مدمن مستهدفين للعلاج  في مصر بمقابل مادى او بالمجان ، خاصة بعد انخفاض سن التعاطى في مصر ليبدا من  سن تسع سنوات ، وهو سن لا يمكن محاسبة الطفل المدمن علي سلوكه بل يجب محاسبة انفسنا ومحاسبة الدولة ومؤسساتها ومنظماتها التي تتشدق كل يوم بالحديث عن الطفولة ، واقل واجب من الجهات المعنية  لمواجهة  الادمان وعلاجه والتى تغط في نومها ان تفيق وتفعل نشاطها بما يتناسب مع الذمة ، وتقيم المذيد من المصحات المجانيه وتشجع الاستثمار المشارك مع الدولة فى انشاء مذيد من  المصحات الاقتصادية لتعالج هذا المرض اللعين ،  ومحاصرته ، بدلا من ترك الساحه فى هذا المجال للمرتزقه والمسجلين خطر  وغير المتخصصين .