رؤى
ما الذى يجرى فى الجامعات المصرية؟، ما هو المستهدف من تعليم الشباب وتخريجهم؟ هل المطلوب تخريج شباب يتحلى بالشجاعة وقبول الرأى والرأى الآخر والقدرة على الفعل والعمل وتحمل عبء المشاركة فى بناء المستقبل وإدارة البلاد؟ أم المستهدف والمخطط له تخريج شباب جبان خانع مكسور ذليل؟ هل المطلوب تخريج مجموعة من العبيد الذين ينفذون ما يؤتمرون به؟
استمعت بالمصادفة منذ يومين لمشكلة طالب بجامعة دمنهور، أظنه فى كلية التجارة، على فضائية mbc، وفهمت من مداخلته أن الجامعة أحالته للتحقيق وقررت فصله لمدة عام دراسى، لماذا؟، لأن الطالب اشتكى هو وزملاؤه من التكدس فى المدرجات، الطالب، تقدم هو وحوالى 182 زميلًا له بمذكرة لرئيس الجامعة يشكون فيه التكدس وعدم التباعد داخل المدرجات، والأخير أحال المذكرة للكلية المعنية ولم ينته الأمر إلى الشىء، أجرى الطالب مداخلة مع وائل الإبراشى بالقناة المصرية الأولى، فوجئ بعد المداخلة باحالته إلى التحقيق وصدور قرار بالفصل.
الملفت فى الأمر هو حديث الطالب إلى قناة mbc، حاول مذيع البرنامج مساندة الطالب، مطالبًا بإلغاء قرار الفصل، الطالب للأسف الشديد حاول بقدر الإمكان معظم فترة المداخلة مهاجمة القنوات التى تصدر من تركيا التى تناولت مشكلته وهاجمت سياسات الجامعة، وأكد بانزعاج وخوف شديدين رفضه التام فى معظم مداخلته لتناولها مشكلته، كما أنه للأسف أبدى قبوله وخضوعه التام لقرار الجامعة الذى ضيع من مستقبله عامًا كاملًا لأنه تجرأ واشتكى من التكدس وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية.
للأسف الشديد حزنت جدًا للصورة التى ظهر بها ابننا الشاب، كان مذعورًا خائفًا من القنوات التركية التى كانت تسانده وتنتقد السياسات المتبعة ضده.
هل هذه صورة الشباب التى نخطط لتخريجها؟، قرار فصل الطالب قرار فاسد وظالم ومجحف وغبى، ولأولادنا مطلق الحرية فى إبداء رأيهم، الجامعة ولا قيادتها ولا وزيرها ولا الحكومة ولا النظام هيئات ولا كيانات ولا شخصياتها مقدسة ولا كتب مقدسة، وسياسة تكميم الأفواه المتبعة نرفضها ونطالب بإلغائها. ونطالب وزير التعليم العالى بالتدخل وإعادة الطالب إلى كليته، والتحقيق مع من قاموا بإصدار قرار الفصل وصدور عقوبة مغلظة ضدهم، ابننا الطالب لم يتحدث سوى عن حقه هو وسائر زملائه، ومن حقهم علينا حمايتهم من التقصير والبيروقراطية والفاشية المتبعة فى تكميم أفواه أولادنا.