رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حفنة كلام

 

كيف تودع عاما؟ لا أحب الوادع فهو مبتدأ الألم.. النهايات تأتى سراعا، تمر الأيام دون أن نتلمسها، دون أن نشعر بها، ربما نراقب عَدّها كأنها لا تعنينا، وكأننا نشاهدها فى مسلسل تليفزيونى لسنا فاعلين أو ممثّلين فيه.. تبدو الأيام كأوراق فَصل الخريف تصفر، تتيبس ثم تسقط تباعا لَتلْقَفها الرياح وتنثرها فى أرجاء الأرض، وتمضى كل ورقة فى طريق لا يشبه طريق ورقة أخرى، يمضى الزمن لنصحو ذات يوم على شعر أبيض وتقاسيم وجه يُشبهنا وأحلام مؤجّلة وشكاوى من آلام زائرة، ستكتشف يوما ما أن سنوات مرّت سراعا، وأن المحطات التى تقاسمت الفشل والنجاح والآلام والفرح توشك أن تقف فى المحطة الأخيرة، ربما تود أن تستحضر ما مضى فى استرجاع ذكريات لن تأتى إلا كما تمنيت أن تكون لكنها لم تكن كما نبغى، سترى أوراق أحبة رحلوا أمامك ولاسيما فى هذه السنة الكورونية التى رحل فيها من نعزّهم لأنهم جزء من حياتنا ومكوّن من مكونات شخصياتنا.

رحلوا دون وداع وتركوا لنا حزنا فى قلوبنا ورُكْنا فى ذاكرتنا؛ يرحل هذا العام وقد لاقينا فيه حلوة ومُرّة، وقابلنا فيه أصدقاء وأعداء و»أعدقاء» جمعوا بين الصداقة والعداوة لكنك لا تقابل السيئة بالسيئة بل تجاوز عن هؤلاء وامض فى طريقك هادئا متفائلا فالقادم أجمل، وافتح ذراعيك لترحب بالعام الجديد الذى يحمل تحقيق أمنيات مؤجلة... سيبدو أكثر إشراقا وجمالا فازرع شجرة المحبة فى طريقك لتستظل بها أنت وعابرو طريقك، فالطرق متشابهة وإن تغيّرت أسماؤها وملامحها فسيفنى جسدك وسيبقى اسمك فاترك لهذا الاسم تراثا يليق بك... وابتسم للعام القادم مُرحبًا به، كل عام بك أحلى، كل عام بك أجمل.

• خاتمة الكلام :

ستمرُّ قافلةٌ على هذى المدينة

ثم ترحلُ نحو هذا الصخرِ فى الصحراء

نَفْتل من رمال الشوقِ أوهامًا جديدة

ظنًّا ستغفو تحت أثْلٍ لم يذق للماء طعما،

مُذْ خبَّأتْ سُحبُ المساء رَذاذها

حملته نحو بلادها كيما تجود به على بقع جديبة

ما ضرّها لو أسقَطَتْ من غيثها أنثى كإيزيس الحبيبة

عندما اخْتبأت بأحراشٍ، تلفُّ صغيرها بضفائر الشعر الطويلة

تحكى عن الأمجاد، تفجؤه يبارزُ غابةَ الأُسد العنيدة

ستمرُّ قافلةٌ وترمى دلوها فى البئر كى تصطاد أحلاما جميلة

نقتاتُ من أملٍ بعيدٍ فى ليالى الغيب

قالتْ نخلةٌ أرْختْ ضفائر حُسنها لما عبرتُ بظلها: يا عابرون توقفوا وخذوا ظلالى فى قفار الوجدِ، هاتوا ظلكم نبنى ظلال الروح، نركض بين أظلال سعيدة

فغدا هنا ستمر قافلة جديدة.

[email protected]