رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة

مات آخر الخَونة، أو بمعنى أدق، مات أكبر خائن فى العالم، إنه العميل المزدوج جورج بليك، الذى كان يتجسس لصالح المخابرات السوفييتية فى الخمسينيات من القرن الماضى عن عمر يناهز 98 عامًا؛ ولذلك نعاه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقال إنه كان محترفًا يتحلى بقدر خاص من النشاط والشجاعة.

تصوروا أن هذا الخائن البريطانى كان عميلاً مزدوجًا لصالح السوفيتى فى أوج الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعمل مع السوفييت خلال عمله بالمخابرات البريطانية (إم آى 6) عام 1944.

قرر بليك أن يقدم خدماته إلى السوفييت خلال فترة الخمسينيات وقد كشف هوية المئات من العملاء الغربيين فى أوروبا الشرقية وتسبب فى إعدام الكثيرين من الجواسيس، وكشف بليك للروس عن نفق سرى فى برلين الشرقية، كان يُستخدم للتجسس على السوفييت.

اكتشفت المخابرات البريطانية عام 1961 خيانة بليك وأنه عميل للمخابرات السوفييتية «كى. جى. بى» وتم الحكم عليه بالسجن 42 عامًا فى لندن، واستطاع الهروب عام 1966 فى شاحنة صغيرة إلى برلين الشرقية واستقر به المقام فى الاتحاد السوفيتى.

هذه حكاية جورج بليك آخر وأخطر جواسيس بريطانيا، أغلقت بريطانيا ملف بليك الجاسوس بعد وفاته، هل أغلق ملفات الجاسوسية فى العالم.

المتابع يجد أن العالم كله لم يخلُ من الجاسوسية مهما كانت حالة الاستقرار بين الدول بعضها ببعض رغم ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا والانترنت وأصبحت الأمور سهلة والوصول إلى المعلومة أسهل إلا أن الأمر لا يستغنى عن وجود جاسوس وما أكثرهم الآن. المصيبة الكبرى أن الجواسيس أصبحوا برخصة، بمعنى آخر أنه يحصل على موافقة بالتجسس من خلال المنظمات والجمعيات المسماة بالحقوقية، للأسف عمل بعض هذه الجمعيات هى الحصول على المعلومات من غير مصادرها وإبلاغ المنظمات العالمية لكى يعاقبوا بلادهم أشد العقاب وقد شاهدنا فى السنوات الأخيرة العديد من المرتزقة الذين يعملون ضد مصر سواء فى المحطات الفضائية التى تُبث من قطر أو تركيا أو لندن ولا يخجلون من أفعالهم وأقوالهم التى تحرض ضد بلادهم رغم ما تعانيه مصر من إرهاب وتكالب الجماعات الإرهابية شرقًا وغربًا على حدود مصر ورغم ما يدفعه أبناؤنا من أرواحهم لأجل حماية الوطن. هؤلاء هم الخونة الحقيقيون، هم مَن باعوا الأرض والعِرض من أجل حفنة من الدراهم.

الكارثة الحقيقية أنك تراهم بكل بجاحة يسبّون مصر وشعبها وعندما نبحث فى تاريخهم تجدهم أول من باعوا أنفسهم للشيطان وأنهم عرضوا أجسادهم فى سوق النخاسة وأصبحوا بوقًا لمن يدفع.. بئس ما صنعتم وستلقون حتفكم أينما كنتم فى صناديق الزبالة.