هَذَا رَأْيِى
أيام قليلة تفصلنا عن العام الجديد جعله الله عاماً مليئاً بالأفراح والمسرات خالياً من الهموم والأحزان.. فكفى ما شهدناه فى عامنا الذى أوشك على الانصراف من أحداث مهمة صنعت من المستجدات الكثير التى غيرت وستغير العديد من أنماط الحياة.
عامنا المنصرم شهد وفاة السلطان قابوس بن سعيد (١٩٤٠-٢٠٢٠) سلطان عُمان والذى استمر حكمه قرابة الخمسين عاماً وهى اطول فترة حكم بين الحكام العرب.. فأعلن ديوان البلاط السلطانى فى عُمان فى العاشر من يناير وفاة السلطان قابوس 79 العام، ليعلن تنصيب هيثم بن طارق سلطانًا جديدًا للبلاد.
كما شهد عامنا المنصرم رحيل ساحر كرة القدم الارجنتينى مارادونا (١٩٦٠-٢٠٢٠) والذى يعد أفضل من وضع قدميه على العشب الأخضر، كما كان أسطورة الملاعب كانت له أقوال جعلته معشوق الملايين فضمن ما قاله: أنا أسود أو أبيض ولن أكون رمادياً أبداً.
عام ٢٠٢٠ كان نهاية عضوية المملكة المتحدة «بريطانيا» فى الاتحاد الأوروبى.
عامنا المنصرم شهد انفجار مرفأ بيروت والذى يُعد ضمن أفضل 10 مرافئ فى البحر الأبيض المتوسط ويعتبر بوابة إلى الشرق الأوسط، الانفجاز الذى أسفر عن مئات الضحايا وآلاف المصابين وخسائر قدرت بالمليارات والذى أُطلِق عليه مصطلح بيروتشيما تشبيهًا بما جرى لمدينة هيروشيما جراء القذف النووى الذى شنته الولايات المتحدة على الامبراطورية اليابانية فى نهاية الحرب الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥.
كما شهد عام ٢٠٢٠ مظاهرات بيلاروسيا احتجاجاً على ما وصفوه بتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس الحالى ألكسندر لوركاشينكو والذى يحكم البلاد منذ ٢٦ عاماً وبعد قيامه بسجن اثنين من المرشحين للرئاسة وفرار مرشح ثالث خارج البلاد. شهد عام ٢٠٢٠ فشل مفاوضات سد النهضة وقيام إثيوبيا بالملء الأول لسد النهضة بقرارات أحادية.
عام ٢٠٢٠ الذى اوشك على الانصراف شهد الانتخابات الرئاسية لأمريكا والذى استطاع الرئيس ترامب المنتهية ولايته أن يسىء للديمقراطية الأمريكية ويهدم مؤسسات الدولة بعد خسارته ونجاح المرشح الديمقراطى جون بايدن.
كما شهد العام المنصرف حملة التطبيع مع العدو الصهيونى والهرولة للتطبيع مع الكيان الغاصب الأرض العربية وحقوق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة عاصمتها القدس، فقد تحقق حلم الكيان الصهيونى السلام مقابل السلام.
لم نكن نتوقع أن يضمر لنا عام ٢٠٢٠ المنصرم مفاجأة من العيار الثقيل والكشف عن عدو خفى اطلق عليه (كوفيد-١٩) فيروس كورونا والذى غيب عنا العديد من الأحباب والأصحاب.. كم كنت قاسيا علينا أيها العام المنصرم.. ما تَخيل أحد أن تكون بهذه الغضبة الشرسة.. أفقدت الجميع -الغنى قبل الفقير- توازنه وأجبرت الكل أن يعيد حساباته.. كان لك الفضل أن توقظ العالم من سُباته.. قلت للبشرية جمعاء إن عظمة وقدرة الله فوق الجميع كائناً من كان.. كنت كاشفًا لنا عن عدو خفى لا يُرى بالعين المجردة أربكت به البشرية وعم الرعب أرجاء المعمورة للبحث عن مصل أو لقاح أو دواء لمواجهة الجائحة.. أيها العام المنصرم كشفت عجز الجميع وقلة حيتلهم وصراعهم فى البقاء والنجاة من شر هذا الوباء.. فيا رب نجنا كما نجيت نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) حين نسجت على الغار خيوط العنكبوت، وأمّنت يونس فى بطن الحوت, وحفظت موسى فى اليم والتابوت.
يا رب اجعل عامنا الجديد عاما مليئًا بالخيرات عامرًا بالإنجازات والتحديات، اللهم اجعله عاماً بلا خيبات ولا فقد أو أوجاع، اللهم اجعلها سنة خير علينا تغير أقدارنا فيها إلى ما نتمنى.. وكل عام وأنتم جميعًا بخير.