رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قلنا أكثر من مرة أن تجديد أى خطاب أو أفكار أو عادات كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية لن يكون بكبس الزر، بل بتفكيك هذه الأفكار وزرع غيرها، وهذه العملية تستغرق فترة زمنية ليست بقصيرة.

عملية التفكيك تتم من خلال خلق وعى نقدى للأفكار أو العادات، بتوضيح سلبياته وخطورته وعدم جدواه، فى الوقت نفسه نعمل على زرع البديل، تعالوا نضرب مثلاً لتوضيح عملية الإحلال والتبديل.

ادخال الصناعة فى المناطق غير الصناعية، أوالزراعة فى المناطق الصحراوية، أو وسائل الترفيه والتثقيف: السينما، الملاهى، المقاهى، وسائل اتصال سريعة: تليفون، تلغراف، محمول، إنترنت، شق طرق، وسائل مواصلات سريعة، ادخال تكنولوجيا متقدمة للزراعة أو الصناعة، هذه المدخلات تغير خريطة القرية أو المدينة على أرض الواقع، وبالتالى تدخل عادات جديدة على السكان والعاملين بهذه المشروعات المستجدة.

إنشاء مصانع الغزل فى المحلة الكبرى وفى كفر الدوار على سبيل المثال خلق طبقة جديدة، وهى طبقة العمال والموظفين والمهندسين، سكان هذه المدن كانوا يعملون فى الزراعة والتجارة وبعض الحرف التى تخدم على الحياة الاجتماعية، نمط الحياة لمن عملوا فى المصانع تغير، أصبحوا يتناولون وجبة الغداء بعد عودتهم من العمل، ووجبة العشاء بعد صلاة العشاء أو قبلها.

 قبل العمل بالمصنع كانت الوجبة الرئيسية لأهل القرى والتجار وأصحاب الحرف هى وجبة العشاء، كانوا يتناولون وجبة سريعة فى المحل أو الحقل أو الورشة نهاراً، وبعد عودتهم يتناولون الوجبة الرئيسية، هؤلاء العمال ارتبطت حياتهم بصرف المرتب فى أول كل الشهر، يؤجلون شراء الاحتياجات الرئيسية لأول الشهر، ملابسهم دخل عليها تطوير، أصبحوا يرتدون الأفارول والقميص والبنطال بعد أن كان أغلبهم يرتدى الجلباب، حكاياتهم تحولت إلى جهة عملهم، العمال أدخلوا أولادهم المدارس لكى يتعلموا ويلتحقوا بالعمل فى المصنع، بعضهم وصل بأولاده إلى التعليم العالى، لكى يصبح مهندساً أو محاسباً مثل قياداته فى المصنع، فكروا فى الارتباط بعلاقة نسب مع زملائهم أو قياداتهم بعد أن كانت بالأقارب أو من الجيران.

التفكير فى إدخال بعض الفتاوى أو حذف بعض الآراء المتشددة من الموروث أو الجلوس على المنابر بمفاهيم جديدة لن يفكك الأفكار القديمة فى ليلة وضحاها، ومن المستبعد نجاحه فى المناطق الفقيرة، مثل القرى والأحياء والمدن المنتشرة فى مصر، تغيير نمط حياة أهالى هذه القرى وتطوير فكرهم ووعيهم لن يتحقق سوى بتغير نمط الحياة، بإدخال: الصناعة، والتكنولوجيا، والملاهى، ووسائل المواصلات السريعة، الشىء نفسه يمكن أن يقال فى الديمقراطية وقبول الآخر، فدون حرية التعبير ستظل مفاهيم الإقصاء، والعنف، والكراهية، والقهر، والديكتاتورية تحتل الوعى الجمعى.

[email protected]