رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

نواصل الحديث حول اللغة العربية التى تشكو جحود أبنائها فى الوقت الذى أنصفها عشرات الأجانب رغم عدم تحدثهم بها , لأن الحق لا يستطيع أن ينكره إلا جاحد أو جاهل.

يؤكد الفيلسوف الألمانى"فيختة" أن اللغة هى مصدر قوة الأمة وهى التى تجعل من الأمة الناطقة بها كتلة متماسكة خاضعة لقوانين، أما العالم الفرنسى أرنست رينان فيشعر بالدهشة حين يشير الى اللغة العربية بقوله: اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع فى تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، وأكد المفكر العالمى جوستاف لوبون أن: «اللغة العربية من أكثر اللغات انسجاماً، فهى لغة أصبحت دولية من خلال نسيجها اللغوى التركيبى» وهذا ما أكده الباحث الايطالى «ماسينيون» فى وصفه الرائع لها: «اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر فى الميدان الدولى، وأن استمرار حياة اللغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهرى للسلام بين الدول»، ويقول الألمانى فريتاج: «اللغة العربية أغنى لغات العالم»، ويقول وليم ورك «إن للعربية ليناً ومرونة يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر.

أما الألمانية سيجريد هونكه فتعجبت متساءلة: «كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة»؟

وهذا هو الفرنسي إرنست رينان يستغرب لاستحواذ «العربية» فيقول: «من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.

الألماني يوهان فك يؤكد ثبات اللغة العربية مرددًا: «لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر».

 ويأتى البلجيكي “جورج سارتون” ليصف سهولة «العربية» قائلا: ”إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح، فإذا فتحت أي خطاب فلن تجد صعوبة في قراءة أردأ خط به، وهذه هي طبيعة الكتابة العربية التي تتسم بالسهولة والوضوح”.

أما الإيطالي كارلو نلينوفيتغزل في تراكيبها قائلا : "اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها".

 الإسباني فيلا سبازا يفاضل بينها وبين اللغات الأخرى مؤكدا ارتقائها على غيرها:" اللغة العربية من أغنى لغات العالم بل هي أرقى من لغات أوروبا لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها، في حين الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدرت من لغات ميتة، وإني لأعجب لفئة كثيرة من أبناء الشرق العربي يتظاهر أفرادها بتفهم الثقافات الغربية ويخدعون أنفسهم ليقال عنهم أنهم متمدنون".

 ويشير الدكتور صافي الجيل، أستاذ اللغة والنحو والصرف بكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا إلى أهمية اللغة العربية ومكانتها ويقول: "اللغة العربية هي اللغة الأم، ولكل أمة من الأمم لغتها، واللغة هي التي تشكل هوية الأمة وشخصيتها، وتحافظ عليها وعلى كينونتها، وإهمالها يمثل معول هدم لهذه الشخصية، ولقد كانت اللغة العربية على امتداد أكثر من أربعة عشر قرناً اللغة الرئيسية للعلوم الإنسانية والتطبيقية التي شهدت ازدهاراً في كافة المجالات، ومن ثم ينبغي أن نجد الآليات والأساليب والسياسات التي تحفظ للغة العربية كيانها أمام المتغيرات الحديثة بفعل العولمة الكونية، وهذا يتطلب جهوداً استثنائية على المستويين الحكومي والشعبي، إن أردنا أن نحافظ على هذه القيمة التي نعتز بها”.

 ويكمل «الجيل»: مما لاشك فيه أن السبيل إلى ذلك أن ننشأ جيلاً محباً للغة العربية وحريصاً على تعلمها واتقانها والتخاطب بها، بدءاً من المراحل التأسيسية في دور الحضانة ورياض الأطفال، ومروراً بكافة المراحل الدراسية، ويلعب ترغيب المتعلمين في اللغة وتحبيبها الى نفوسهم دورا مهماً في تشويق الطالب لمتعة التعليم وتيسير استيعاب النحو والصرف والبلاغة، إلى جانب اعتماد واحتضان اللغة العربية كلغة رئيسية للتعامل في كافة الدوائر والمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية والخدمية، ومن ثم يمكن إعادة الاعتبار للغة وأهل اللغة، والاهتمام بتوظيف خريجيها وإتاحة المجال أمامهم للعمل في المراكز والوظائف المتقدمة حتى يقبل الطلاب على هذا التخصص. فضلاً عن إعلاء شأن وقيمة ومكانة اللغة العربية في تعاملنا مع الشعوب الأخرى.

 والخلاصة:  لماذا لا نحرص على تعليم اللغة العربية للجاليات المختلفة التي تعمل في بلادنا؟ ولماذا لا نتعامل بالمثل مع الدول الأجنبية التي تشترط عند السماح للدخول إليها للعمل أو الدراسة إلا بإجادة لغتها، فهناك كثير من الدول تشترط ذلك. لماذا لا نفعل ذلك؟ إن الأمة التي لا تفخر بلغتها ولا تعتز بها تضيع هويتها، فكيف نطلب من الغير أن يحترمونا إذا كنا لا نعتز بلغتنا وهويتنا، ففاقد الشيء لا يعطيه.

[email protected]