رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

بعد يومين يحتفل متحدثو العربية بيومها العالمي،  فهي لغة مقدسة، نزل بها القرآن الكريم، لا تتم الصلاة إلا بها،  كما أن العربية من إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة، و تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية.. فماذا حدث لها؟

تذكرت دفاع عميد الأدب العربى، الدكتورطه حسين عن لغة الضاد دفاعاً كبيراً، ودعوته الى إصلاح التعليم اللغوي، ورفض كل دعوة لتغييرها، وإبدال حروفها، بل بالعكس تمسك بها لأنها لغة القرآن الكريم.

 جمع عميد الأدب العربى  بين ثقافات عميقة واسعة ومتعددة، صبّها في عقله الخصب، والذي إتحد بها وصهرها في بوتقة أفكاره، وطبعها بطابع عبقريته وشخصيته، وأحدث في عالم النقد ضجة، أيقظت نياماً وأثارت  في الفكر العربي ثورات حررته من قيوده وجموده، ورسمت له طريقاً جديداً.

أما مصادر ثقافته فتعود الى بيئته المصرية وتراثها العربي القديم، إذ بعد ان حفظ القرآن الكريم، وألفية بن مالك، وبعض أجزاء من كتب الادب والشعر، انتقل الى الأزهر الشريف، فنهل منه علماً كثيراً، ولكنه تمرّد على طريقة تعليمه، فانتقل الى الجامعة المصرية.

و بعد اللغة العربية، كان للثقافة الفرنسية دور كبير في حيات "العميد"،  فلم يتغير،  لأن القرآن الكريم كان له الفضل الأول في عدم تغيره وبقائه مسلماً مخلصاً لإسلامه، مؤمناً حقيقيًا.

ومن مصادر ثقافة طه حسين أيضا،ً التراث الكلاسيكي اليوناني والروماني، وعند عودته الى الجامعة المصرية مدرساً لهذه المادة، فتح باباً أمام كثير من تلاميذه للدخول في هذا العالم الواسع محققين فيه دراسات وكتباً قيمة، في أثناء ذلك لم يترك الإستعمار وعملاؤه العربية تسير في خطها المرسوم،  فقد تألبوا عليها وبدأت الدعوة إلى العامية تظهر، وتأخذ طابعَا علميًا، فوجدوا في لغتنا ضالتهم التهديمية بوسائل وأساليب عدة، يقوم بها قسم من أبناء شعبنا العربي مع الأسف منفذين مخططات الاستعمار.

وتذكرت أيضًا لقاء تليفزيونيًا نادرًا جمعه بأدباء عصره آنذاك، حيث يوجهون له الأسئلة، فيما يجيب عميد الأدب العربى ووجه الأديب يوسف السباعي سؤالا يتعلق بالصراع بين العربية الفصحى والعامية عند الأدباء وأي لغة يفضلها عميد الأدب العربي.

وأجاب طه حسين قائلا: إنه ما زال من أنصار الفصحى، ومن خصوم العامية، ومع ذلك لا يعارض أن تدخل جملة أو بعض جمل العامية في كتابات الفصحى، ولكنه يكره أن تنبذ اللغة الفصحى من أجل العامية، وقال إن هناك جملا معينة إذا أديت بالفصحى لا تؤدي الغرض الطبيعي الذي يطلبه الأديب ويستوعبه القارئ.

وأثنى طه حسين على رواية «السقا مات» للأديب يوسف السباعي وقال إنها من أفضل رواياته، وتستحق أن تنقل إلى اللغات الأجنبية على الرغم من أن اللغة العامية تشيع فيها أحيانا.

ووجه كامل الزهيري سؤالا آخر لعميد الأدب العربي حول ما يثار من خلافات بين الأدباء في إستخدام الفصحى أو العامية، على الرغم من إثارتها قديمًا، فهل أصبحت قضية مزيفة؟..  وأجاب طه حسين: "إنها ليست قضية مزيفة، وأن اللغة الفصيحة هي الطريقة الوحيدة إلى تحقيق الوحدة بين الأمم العربية، فإذا كتبت بها فهمك العرب جميعا".

وتذكرت أيضا حواراً مع صديق تعمد الحديث باللغة الانجليزية، وسؤالى له بحزم لماذا لا تتحدث العربية؟..  جهل أم وجاهة؟..  أم مسايرة للعصر؟ فرد علي ببساطة لماذا أتحدث العربية وأنا لا أحتاج إليها، جميع الوظائف المحترمة تشترط إجادة اللغة الأجنبية، وإعلاناتها أيضاً تنشر بنفس اللغة، وعند التقدم لأي وظيفة تكتب السيرة الذاتية بذات اللغة، والحياة حولنا تستخدم اللغة الأجنبية في معظم التعاملات، صمت برهة وتذكرت حكاية قديمة نسبياً، حدثت لملكة جمال مصر عندما طلبت من لجنة التحكيم أن تجيب عن الأسئلة باللغة الإنجليزية "لأن العربي بتاعها مكسر"، وتساءلت في نفسي ماذا حدث للغة القرآن؟

 قبل ثورة 1952 كان هناك تفاخر بعدم معرفة اللغة العربية، وكان الناس يتفاخرون بأصولهم الأجنبية، وبعد قيام الثورة افتخر كل من يتحدث بلغة الضاد، وفي الفترة الأخيرة بدأت الردة في جميع المجالات، وبالتالي في اللغة العربية الذي ظهر جليًا في وسائل الإعلام، لافتات المحلات، الإعلانات، أسماء المنتجات، الأغاني وهكذا، وأي لغة لكي تحيا لابد من استخدامها، وإلا تعرضت للموت البطيء والانقراض، والعالم الآن - خاصة العربي - يعاني من أزمة هوية، فهناك عولمة تسعي للسيطرة علي الكون، فهل نتقوقع علي أنفسنا ونرفض كل ما هو أجنبي، أم نتواكب مع ما يحدث حولنا مع الحفاظ علي هويتنا؟

 

[email protected]