عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

الجميع يتحدث عن مساوئ التواصل الاجتماعى ، ولكن ما معنى وسائل التواصل الاجتماعي؟ هى طريقة يتواصل بها الناس بسهولة وسرعة، إذًا سبب نشأة مواقع التواصل الاجتماعى ربط الناس مع بعضهما البعض ، ولكن كيف كان يتواصل الناس مع بعضهما البعض قديمًا اى قبل نشأة تلك المواقع، فنشاهد فى الافلام القديمة يتواصلون عن طريق جوابات عند بُعد المسافة او باللقاء المباشر او تليفونيًا، ولكن هل انعدمت تلك الوسائل القديمة؟ الاجابة بالتأكيد النفي، اى مازالت تلك الوسائل متاحة ولكن الاغلبية ادمنت تلك الوسائل الحديثة واصبحت بالنسبة لهم اكثر سهولة رغم ان الوسائل القديمة تُقرب المسافات والحديثة تُبعد المسافات!

فاللقاء وجهًا لوجه يقرب بين اى اثنين ، ويزيل سوء التفاهم، بعكس الوسائل الحديثة لا نعلم من الذى يُحدثنا؟ ما يشعر به الآن؟ ماذا يقصد بتلك الجملة التى ارسلها؟ فليست المشكلة فى الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعى بل المشكلة فى سوء استخدامنا لها! فالوسائل الحديثة دورها فقط ثانوى وليس اساسيًا اى حين يتعثر اللقاء المباشر او تليفونيًا يتم استخدام تلك الوسائل وهذا هو الهدف الاساسى لها ، فالآن العزاء اصبح الكترونيًا، المباركة الكترونيًا مما جعل الشخص يشعُر بالوحدة وبالغربة بين أصدقائه وأقاربه، ايضًا وسائل التواصل الحديثة تكون عادة وسيلة تواصل للغرباء وليس للاقرباء!

فكل شيء بالحياة سلاح ذو حدين اى اذا اُستُخدم فى غير الغرض المُخصص لأجله ذهبت مميزاته ، فالأصل فى الشيء ايجابى والانسان هو من يجعله سلبيًا ، فيأخذ الشق السلبى ويترك الايجابى وهو الأصل، فمثلًا مواقع التواصل الجتماعى قد تكون ايجابية ولكن الانسان هو من يستخدمها بطريقة سيئة ، فهناك من اتخذ مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لنشر الفتنة وزعزعة أمن الدولة والوقيعة بين الأفراد وايضًا تعليم فنون القتال، ولكن سأعطى مثالا للأعلام المتمثل فى الأفلام والبرامج والمسلسلات الأصل فيها انها رسالة لتثقيف أفراد الشعب ، ونقل الأخبار الصحيحة غير المغلوطة للشعب ولكن فى وقتنا الحالى يستخدم بطريقة سلبية من قِبل البعض! فالأعلام قد يساهم فى نهضة دولة وقد يكون سبب فى اسقاطها! الصحافة ايضًا المتمثلة فى الكتابة ، فالكلمة احيانًا تقتل كالرصاصة ولكنها بلا صوت! بعض عرض نماذج قليلة للإيضاح تبقى الحل المتمثل فى الاستفادة من الوجه الإيجابى فى كل شيء وترك الجانب السلبي، لن يحدث ذلك الا من فكر وارادة الشخص ذاته.

ثم تأتى وسائل أخرى كالتعليم والاعلام مكملة لفكره، فإن كان الفكر إيجابيا ساهمت تلك العوامل فى جعله أكثر ايجابية والعكس، فبداخل كل منا بذرة صالحة او طالحة كالطينة التى ينبت فيها الزرع فإذا كانت الطينة صالحة للزرع يتم زرع اى نوع من أنواع النبات ثم تأتى مرحلة نموه وذلك بتعرضه للماء والهواء والشمس، الانسان كذلك يجب أن تكون بداخله بذرة صالحة حتى ينبت فكره بطريقة صالحة ثم ينمو بالتعليم وايضًا بعوامل أخرى مساعدة كوسائل التواصل الجتماعى والاعلام بشتى انواعه، فإن كان فكره صالحا يستطيع أن يأخذ من كل تلك العوامل ما يناسبه اى يأخذ الايجابى ويترك السلبي، فليس الحل دائمًا فى المنع، بل بالتوعية اولًا لبناء إنسان ذي فكر رشيد وعقل يستوعب ما يحدث ويدرك المخاطر والتهديدات والتحديات التى تواجه الدولة المصرية داخليًا وخارجيًا ويساهم كل فرد فى الدولة فى التصدى للحروب الشائنة على مصر، فيجب أن تتجه الدولة اتجاها حديثا للقضاء ليس فقط على الإرهاب بل على كل المشاكل والقضايا الاجتماعية التى لا يُجدى معها اى قوانين بل الفكر والوعى والتثقيف وذلك بالتعليم الذى يتجه لمخاطبة الفكر والنفس.

[email protected]