عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

استمعت لتصريحات الرئيس الفرنسى أول أمس خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد مع الرئيس السيسى، صحيح أنه قدم اعتذار بلاده عما بدر تجاه الرسول الكريم، لكنه للأسف دافع عن حرية ما أسماه التعبير، مؤكدا أن بعض الملحدين ينتقدون جميع الأديان، والقانون الفرنسى يسمح بحرية التعبير، فرنسا دولة مدنية وتعلو فيها المبادئ الأخلاقية المدنية على الأديان.

ماكرون يعبر هنا عن ثقافة بلاده وعلى ما يعتقدونه وينحازون إليه، لكن لنا أن ننبه إلى الخلط بين حرية التعبير وبين القذف والسب والتشويه ونشر الحقد والكراهية، للملحدين وغير الملحدين حرية النقد، انتقد كما تشاء، بعض ما تراه فى ديانة بعينها، وانتقد كذلك ما يحلو لك مما لا تهضمه أو لا تتفق معه من أقول وأفعال رموزها، الطبيعى ألا يتفق أتباع ديانة بعينها مع نصوص وشرائع ديانات أخرى، فما بالك إذا كان الرأى من قبل بعض الملحدين، لكن ليس من حقك أن تتجاوز النقد إلى التشويه والسب والقذف والتحريض على السخرية والكراهية لرموز أو نصوص ديانة أخرى.

الحكومات الغربية يجب أن تعيد النظر فى هذه القوانين، خاصة وأنها تتضمن نصوصا تجرم فيها السب والقذف والتحريض على التمييز والكراهية والعنف ضد الغير، والعقوبات تتضمن الحبس والغرامة والسجن لفترات طويلة، وبالمنطق كيف نجرم من يسب جاره أو زميله أو خصمه ونعاقبه بالسجن ولا نجرم من يشجع على الكراهية وزرع الحقد للديانات الأخرى والسخرية من رموزها بشكل وقح، فى سب الغير الخصومة شخصية، لكن فى سب الديانة وتشويهها عن عمد فيه خصومة وكراهية مع جميع أتباعها، تماما مثل التمييز والعنصرية، يحدث فتنه ويشجع على صراع عرقى وطائفى بالبلاد قد يؤدى إلى حروب أهلية أو دولية.

وبالنسبة لتفضيل الغرب، وفرنسا على وجه التخصيص، للأحكام المدنية على الدينية، والعمل بالمبادئ الإنسانية وليس المستمدة من نصوص الديانات، هذا من حقهم ولهم الحرية الكاملة فى العمل بما يرغبون، لكن ليس من حقك أن تفرض على غيرك أن يترك تشريعات ديانته ويأخذ بقوانين وضعية مدنية، المتعارف عليه أن البلدان الغربية التى تدين بالديانة المسيحية اعتمدت على الأحكام الوضعية المدنية بعد معاناة من تحكم الكنيسة فى شئون الحكم والحياة الاجتماعية، واعتمادهم هذا جاء بسبب عدم وجود أحكام فى الديانة المسيحية، والأناجيل ليست سوى سيرة ذاتية للمسيح عليه السلام من خلال وجهة نظر تلاميذه، متى، وبولص، وحنا، ولوقا، ولم تتضمن أية تشريعات ملزمة، فقط بعض الوصايا البعض يعمل بها والبعض الآخر تركها، وهذا على خلاف ما جاء فى الديانة اليهودية والإسلامية، فقد نزلت أحكام ملزمة لأتباع الديانات، فى الصلاة والسرقة والقتل والزنا وقطع الطريق والصلاة والصيام وغيرها.

لذا يجب على الحكام العرب ورموز مؤسساتها الدينية مخاطبة الغرب وتوضيح الفرق بين حرية التعبير وحرية التشويه والسخرية ونشر الحقد والكراهية.

 

[email protected]