رؤى
فى انتخابات دولة الكويت لم تنجح مرأة واحدة، ومعظم السيدات اللاتى شاركن فى العملية الانتخابية أدلين بأصواتهن للرجال، وقد أكدت بعض الكويتيات لوسائل الإعلام ثقتهن فى قيام الرجل بالعمل السياسى أفضل من المرأة، لذا طرح البعض فكرة العمل بنظام الكوتة المعمول به فى مصر لضمان تمثيل المرأة فى البرلمان، بضمها لقائمة مع رجال وإلزام الناخب باختيار القائمة بأكلمها.
وللإنصاف هذه الثقافة ليست خاصة بنساء الكويت فقط، بل توجد فى جميع البلدان العربية، وربما فى أغلب بلدان العالم، ويمكنك أن تقول إنها صفة نسائية، وإن المرأة بشكل عام لا تثق فى المرأة سوى فى بعض المسائل الشخصية، وإنها تفضل قيادة الرجل، تضع نفسها تحت جناحه.
تعالوا نضرب بعض الأمثال، أغلب النساء تتابع حملها مع طبيب، وتجرى جراحة الولادة مع طبيب، عندما يمرض طفلها تذهب إلى طبيب، فى برامج الطهى تلجأ إلى شيف لكى تتعلم منه طرق إتقان بعض الوجبات، فى المنزل يشارك بعضهن الزوج فى اتخاذ القرار وتترك صياغته وإقراره للرجل، تفضل فى العمل رئاسة الرجل عن المرأة، بعد الإنجاب تميز الولد عن البنت، والبنت تميل للأب وترتبط به أكثر.
نعود للسؤال الذى سبق وطرحناه: هل المرأة لا تثق بالمرأة؟، ولماذا تفضل الرجل أو تثق فى الرجل أكثر من المرأة؟، لماذا تلجأ للرجل فى اتخاذ القرار أو الحماية أو التعلم، أو النصيحة..؟.
البعض يعزى عدم ثقتها بالمرأة إلى أنها ضعيفة مثلها، وأنها لا تستطيع اتخاذ قرار محايد وحاسم، كما أنها لا تمتلك الخبرة والحكمة التى يمتلكها الرجل، وأن المرأة عاطفية وتحتاج من يديرها، كما أن الرجل هو الذى سيوفر لها الحماية والأمان، أضف إلى هذه العوامل وغيرها مسألة الغيرة، فإن المرأة تغير جدا من المرأة.
بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية، أجرت العديد من الدراسات النفسية حول هذه المسألة، وطرحت سؤال الثقة على الفتيات والنساء، وأكدن جميعا تفضيلهن للرجل، فهو أكثر قوة، وخبرة، وحكمة، صحيح اختلفت أراؤهن حول الصفات التى تحب كل منها فى شريك الحياة، لكن جميعهن فضلن فيه وفى من تتعامل معه بالمدرسة أو الجامعة أو العمل أو فى الطب وغيره، صفة القوة، والخبرة، والحسم.
وقد انتهت أغلب الدراسات إلى أن الغيرة النسائية تلعب دورا كبيرا فى فقدان الثقة، لأنها لا تحب أن تكون هى أفضل منها، فى الجمال، فى العلم، فى العلاقات الزوجية، فى التفوق، فى العلاقات الاجتماعية، فى الدرجة المعيشية.
لذا سيظل من الصعب أن تختار المرأة مرأة تمثلها فى البرلمان أو تقودها فى العمل، أو حتى تكون مميزة عنها فى الجيرة أو العائلة أو الأصحاب.. واذا كان للفتيات أو النساء رأيى آخر مبرر يمكن أن نناقشه هنا.