عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فعلها ترامب وغامر قبل رحيله عن البيت الأبيض عندما أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لاغتيال العالم النووى الإيرانى «فخرى محسن زادة» فى السابع والعشرين من الشهر الماضى. والهدف استدراج إيران للقيام برد فعل انتقامى ليكون هذا بمثابة الذريعة ليتحرك ترامب على إثرها لتنفيذ ما خطط له باستهداف منشأة إيران المركزية لتخصيب اليورانيوم فى «ناتانز»، وهو الأمر الذى كان قد طرحه على مستشاريه الشهر الماضى وحذروه من القيام بذلك فى حينه. ولكن وخلال جولة مايك بومبيو الوداعية فى المنطقة التى استهلها فى الثامن عشر من نوفمبر الماضى بزيارة إسرائيل، حيث بحث الملف النووى الإيرانى اتفق خلالها على السيناريو الذى نفذت إسرائيل بموجبه عملية الاغتيال ومهدت بذلك الأرضية لترامب ومنحته الذريعة التى تبرر له القيام بأى تحرك عسكرى ضد إيران. ويومها أثنى نيتنياهو على المقاربة المتشددة التى اعتمدتها واشنطن حيال إيران وملفها النووى.

لقد ثبت وتأكد أن دافع الاغتيال الذى نفذته إسرائيل ينحصر فى أمرين: الأول كان سياسيًا متصلًا بأنشطة إيران النووية من أجل تقويض التحسن المحتمل فى العلاقات بين إيران وإدارة جو بايدن، أما الدافع الثانى فهو تشجيع إيران على الانخراط فى عمل انتقامى وهذا ما أفصح عنه الرئيس «روحانى» فى أول تعليق له على عملية الاغتيال الآثمة للعالم النووى «محسن فخرى زادة» عندما قال: (يمر الأعداء بأسابيع عصيبة. هم يدركون أن الموقف العالمى يتغير ويحاولون أن يستغلوا هذه الأيام لخلق ظروف غير مستقرة فى المنطقة). وما قصده الرئيس روحانى بالأعداء هنا هم إسرائيل وترامب، فإسرائيل تشعر بالقلق حيال المد المتغير للسياسة فى الشرق الأوسط وتبعات ذلك عليها لا سيما بعد أن يتولى الرئيس المنتخب «جو بايدن» المنصب الذى كان قد أوضح خلال حملته الانتخابية أنه يأمل فى العودة للانضمام للاتفاق النووى الإيرانى الذى تفاوض بشأنه الرئيس السابق أوباما ووقع عليه فى يوليو 2015، وتخلى عنه سلفه دونالد ترامب عندما انسحب منه فى مايو 2018.

ولذا نوقشت مخاوف إسرائيل هذه خلال الجولة التى قام بها فى الشهر الماضى «مايك بومبيو» وزير خارجية أمريكا للمنطقة، والتى شملت إسرائيل والامارات والسعودية. حيث كانت إيران وتحديدا الملف النووى هو الموضوع الرئيسى للمناقشات. ومن ثم كان اغتيال إسرائيل للعالم النووي «محسن فخرى زادة» يراد به إلحاق أكبر ضرر ممكن بالبرنامج النووى الإيرانى، بالإضافة إلى تعقيد مهمة «جو بايدن» فى التواصل مع إيران واستئناف المساعى الدبلوماسية والعودة إلى الاتفاق النووى الذى انسحب منه ترامب. وعوضًا عن ذلك فلقد أرادت إسرائيل من وراء عملية الاغتيال إيقاع إيران فى الفخ ودفعها إلى التورط فى رد فعل انتقامى ضد إسرائيل أو ضد المنشآت الأمريكية فى المنطقة لدفع أمريكا للدخول فى حرب ضد إيران بما يحقق رغبة ترامب قبل رحيله من البيت الأبيض. أرادت إسرائيل بعملية الاغتيال التى تمت بدعم من ترامب إشاعة الفوضى فى المنطقة توطئة لتنصيب بايدن وتوليه رئاسة أمريكا. ولقد أعرب مراقبون عن مخاوفهم من أن تؤدى عملية الاغتيال إلى تصعيد التوتر فى المنطقة مما قد يخلق ذريعة لترامب لشن ضربات على المنشآت الإيرانية قبل أن يغادر البيت الأبيض.