رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة

 

أحاول أن أكتب، تهرب منى الكلمات ولا أعرف سببًا لعدم الإمساك بالحروف، ربما أننى تحولت إلى كائن لم يعد له اسم أو عنوان، أو ربما أننى فقدت الكثير من الغد، أو أننى أصبحت فى تعداد الموتى أو الأقرب إليهم، وتمر الحياة بين أناملى أحاول الإمساك بها من الانزلاق إلى هوة سحيقة؛ فأفشل.

مرت الحياة دون وعى أو إدراك بأن العمر لحظة، وأن ما فعلته لا يساوى شيئًا فى التاريخ وما التاريخ إلا كذبة كبيرة يسجل فيه بعض المواقف إما للعبرة أو العظة، والاثنان لا يساويان شيئًا إذا لم تؤت ثمارهما بين البشر.

صراع برأسى لم أعد احتمله، صراع بين الخير والشر بين ما فات وما هو آت، رغم أن نتيجة الصراع واضحة، فقد فاز ما فات على ما هو آت، فأنا أعرف نتيجة الماضى، أما القادم فلا أعرفه ولكن ملامحه واضحة، وبالتالى النتيجة معلومة.

هل هى النهاية أم أنها أعتاب الألم والجراح والبكاء على الأطلال، لأننى لم أستغل المواقف ولم أنحن يومًا أم هذا هو القدر المحتوم الذى لا مفر منه ـ حتى لو كنت «سوبرمان».

أم أننى لم أملك المقومات الاجتماعية التى تسهم بشكل كبير فى انتعاش حياة البشر، وتعود عليهم بالنفع فى كثير من الأحيان.

لقد وصل الأمر أننى سئمت الحياة، لم يعد لها «عازة» ولم أعد متمسكًا بها، فلا أحتاجها ولا هى تحتاج إلىّ.. تصور نفسك أنك عشت فى صراع دائم منذ أن عرفت معنى الحياة أو فى بداية العمر وليس بالضرورة أن تكون أنت طرفًا فى هذا الصراع ولكن مجرد وجودك يزج بك فيه ولا تعرف سببًا لهذا ـ ربما أنها مشيئة الرب ـ وفى نهاية كل صراع تتحول إلى خاسر ولا أقول مهزومًا بل مقهورا.

صحيح أننى آية الله فى مكانى، فقد ألقى بى فى غياهب الجب وعشت صراعات عديدة ومكيدة للخلص منى بأى شكل وبأى وسيلة لدرجة الزج باسمى فى أمور كارثية ليس لى علاقة بها.. وتظهر قوة الله سبحانه وتعالى وأخرج كما خرج يوسف من الجُب ـ وأظل ثابتًا واقفًا متحديًا.

وذات يوم ناجيت ربى أن يرد إلىّ حقى ممن ظلمنى فى الدنيا قبل الآخرة.. وحقق ربى سبحانه وتعالى ندائى، ورأيتهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، أعترف بفضل الله سبحانه وتعالى على شخصى الضعيف وأشكره وأثنى عليه، فلله الحمد والمنة.

وتأتى النهاية، بأننى خرجت أو سأخرج خاوى الوفاض، وكأن الحياة لمحة من البصر لم أكن فيها شيئًا.

وسأخرج منها كما قال الشاعر المظلوم أمل دنقل «معلق أنا على مشانق الصباح وجبهتى بالموت محنية ـ لأننى لم أحنها حية».