رؤى
أخير بدأت وزارة العدل العمل بنظام القضاء الإلكترونى، صحيح أن البداية على سبيل التجريب، لكنها خطوة كنا ننتظرها منذ سنوات، وسوف نقطع بعدها الشوط حتى النهاية.
استمعت مساء الجمعة تصريح المستشار عمر مروان وزير العدل لقناة النهار حول التقاضى الإلكترونى، أكد أن وزارة العدل بالتعاون مع بعض الوزارات المعنية بدأت العمل بنظام التقاضى الإلكترونى تجريبيًا من محافظة بورسعيد، النظام يشمل القضاءين الإدارى والجنائى على حد سواء، ويتضمن ميكنة جميع مراحله، بداية من محضر الشرطة، مرورًا بتحقيقات النيابة، وصولًا إلى المحكمة المختصة.
المؤكد أن هذه الخطوة تعد بداية حقيقية لتحديث النظام القضائى والتخفيف على المواطنين، كما أنها سوف تختصر فترة زمنية كبيرة فى عملية تبادل الوثائق والمحاضر.
فقد سبق وناشدنا هنا الحكومة على مدار السنوات الماضية العمل بالنظام الإلكترونى، والخروج بالنظام من عالم الورقة والقلم والحاجب، والكاتب، والحارس، والروب، والوشاح، إلى الفضاء الإلكترونى والتكنولوجي.
فى هذا الفضاء ننشئ موقعًا لكل قضية بكلمة سر، يدخله الخصوم برسوم، وينسخ منه المستندات برسوم، ويضاف إليه مستندات برسوم، وتنظر إلكترونيًا، بعد ذلك يفصل القاضى ويصدر حكمه إلكترونيًا أو بعقد جلسة للنطق بالحكم. إذا احتاجت القضية إلى خبراء، تحال عبر الإنترنت، ويفصل فيها إلكترونيًا.
وفى هذا الفضاء أيضاً يسمح بتبادل الوثائق والشهادات عبر رسائل المحمول وكذلك الإخطار بالمواعيد، يتم إبلاغ المتقاضين عبر رسائل المحمول، وتقبل الشهادة أو الإفادة عبر رسائل المحمول أو الوتساب أو البريد الإلكترونى اختصارًا للوقت ولسرعة إنجاز القضايا.
لقد سعدت جدًا بتصريحات المستشار عمر مروان وزير العدل، لكن يجب أن ننبه إلى أن هذا النظام يحتاج منا إدخال تقنياته فى المناهج التعليمية بكليات الشرطة والحقوق ومعهد أمناء الشرطة، أو استحداث مدرسة سكرتارية يتعلم ويتقن فيها التلاميذ التعامل مع الفضاء الإلكترونى كتابة ونسخًا وطباعة وتصويرًا وغيرها.
يجب أن يتقن أمناء وضباط الشرطة الكتابة على الكمبيوتر لكتابة المحاضر وحفظ المستندات وغيرها مما يحتاج لمهارة وسرعة، ومد النيابات والمحاكم بسكرتارية تجيد الكتابة الإلكترونية، ويجب أيضاً أن يشترط فى تعيين وكلاء النيابة الجدد إتقان مهارات الفضاء الإلكترونى، كتابة ونسخ وتصوير وتحديث وتلقى وارسال وغيرها.
التقاضى الإلكترونى سوف يغير كثيرًا من نظام البطة العرجاء الذى نعمل به منذ مئات السنين، تحية تقدير للمستشار مروان ولجمع المعنيين بدخول القضاء إلى الفضاء الإلكترونى.