رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

لا أحد منا يمتلك القدرة على الفصل بين السماوى والأرضى، أتباع كل ديانة يرونها سماوية، وأنها الأخيرة، وأنها الوحيدة المعترف بها من السماء، نصدق أنها سماوية لأننا نريدها سماوية، فقد ولدنا فوجدنا أباءنا وأجدادنا عليها، قبلناها وورثناها نصا وفقهًا وسنة وطقوسًا، تشكيكنا فى سماويتها سنسحب بالضرورة على الإله وعلى الرسول الذى جاء بها.

أتباع الديانات يعتقدون أن الله عز وجل، مهما اختلفوا حول اسمه أو ذاته من ديانة إلى أخرى، هو الذى اختار أحد البشر وكلفه بحمل الرسالة السماوية، هو فم الله أو فاتح باب السماء، وأن الديانات الأخرى صناعة بشرية، وكتبها ليست مملاة من السماء، بل مؤلفة ومنتحلة أو أنها محرفة، وهذا الاعتقاد تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، وإذا سألت أحدهم قدم لك العشرات من الأدلة الظنية التى تؤكد أن ديانته سماوية، وأن سائر الديانات الأخرى صناعة بشرية أو دخل عليها التحريف، الذى يؤمن باليهودية لا يؤمن بوجود المسيحية، والمسيحية تعترف باليهودية بأنها سماوية، وأن المسيح جاء ليكمل ويصحح ويرفع الخطية عن البشر، فى نفس الوقت لا يعترف المسيحيون بالديانة الإسلامية، ديانتهم هى الأخيرة ولا ديانة بعدها.

أتباع الإسلام يؤمنون بأن الله عز وجل انزل قبل الإسلام اليهودية والمسيحية، ويرون أن الإسلام خاتم الأديان، لا أنبياء بعد محمد عليه الصلاة والسلام، وان أتباع اليهودية والمسيحية قاموا بتحريف كتبهما المقدسة، وأن كتابيهما المتداولين حاليًا لا يتضمنا كلام الله عز وجل، (ربما بعضها محرف، وربما معظمهما)، وهذا يعنى فى الثقافة الإسلامية أنه لا كتب سماوية سوى القرآن، ولا ديانات سماوية سوى اليهودية والمسيحية والإسلام.

القرآن الكريم ذكر بعض الديانات، مثل اليهودية والمسيحية والصابئة والمجوس،:»إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا أن الله يفصل بينهم يوم القيامة ـــــ الحج 17».

 حسب الأدبيات الإسلامية أن الله عز وجل اختار لكل امة رسولا، ذكر بعضهم ولم يذكر الآخرين:» منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ــ غافر 78»، وقد تفتح الآية الباب إلى الظن، فقد تكون البوذية سماوية، وقد تكون الزرادشتية من الديانات السماوية، وقد يكون غيرها الكثير من الديانات السماوية، لكن المؤكد حسب أتباع كل ديانة، أن الديانات التى جاءت بعد الإسلام ليست سماوية.

قضية السماوى والأرضى من القضايا الغيبية لا يمكن حسمها، والقول الفصل فيها سيكون لله عز وحده يوم البعث العظيم، يومها سنعرف الفرق بين السماوى والأرضى، لهذا من الحماقة أن نختلف ونتشدد ونكره ونقتل ونزدرى فيما لا نمتلك قدرة الفصل فيه.

[email protected]