رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

   تراهم يوميا فى طريقك للعمل أو المنزل أو أى طريق تسلكه لأى سبب، أطفال تقطعت بهم السبل بلا أهل ولا اهتمام وبلا مأوى، يجوبون الشوارع «مشردين» فى محاولة للبقاء على قيد الحياة التى أخذت منهم أكثر مما أعطتهم، إنها ظاهرة أطفال الشوارع.

 المشكلة فى مصر ضخمة بصورة قد لا نتخيلها، كبيرة بدرجة تجعلها تشكل تهديدا وجوديا للدولة المصرية وتضع مستقبلها على المحك، فنحو 2 مليون طفل هو العدد التقريبى لأطفال الشوارع فى مصر، من أصل 150 مليون طفل على مستوى العالم، وذلك وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.

ولا تكفى مؤسسات رعاية أطفال الأحداث فى مصر لاستيعاب العدد الإجمالى لهؤلاء الأطفال فى المجتمع، وبذلك يبقى الجزء الأكبر من عدد أطفال الشوارع فى الشوارع دون رعاية، كما أن أغلب تلك المؤسسات تسيء إلى الأطفال الذين ترعاهم فى ظل غياب الرقابة الشديدة على عمل تلك المؤسسات وعدم اهتمام أحد بهؤلاء الأطفال، ما يمكنه أن يؤدى إلى زيادة عدوانيتهم بديلا عن تعديل سلوكهم وتقويمهم.

وتحتاج مؤسسات رعاية الأحداث فى مصر إلى إعادة تأهيل لها وللقائمين عليها، كما تحتاج إلى فرض رقابة صارمة من الدولة وخاصة وزارة التضامن الاجتماعى لمنع أى إساءة فى معاملة الأطفال، وكذلك لابد من إبرام بروتوكولات لتعليم الأطفال مهارات حياتية وحرف تساعدهم على عيش حياة كريمة وتجعلهم أعضاء فاعلين ومنتجين داخل المجتمع بدلا من تركهم فريسة للاستغلال من أى جماعات متطرفة أو عناصر إجرامية لتدمير الدولة.

وفى هذا الصدد نشير إلى أنه إبان فترة حكم حكم محمد على باشا، مثلت ظاهرة انتشار أطفال الشوارع فى مصر كارثة حقيقية، فبلغ عددهم حينذاك 300 ألف متشرد فى شوارع مصر، وخشى محمد على من أن يكون هؤلاء الأطفال سببا فى إسقاط دولته التى يحلم بها ويسعى جاهدا لتأسيسها، جمعهم وأتى بأعظم المدربين الفرنسيين فى شتى المهن والحرف اليدوية ليعكفوا على تدريب وتعليم هؤلاء المشردين ذكورًا وإناثًا لمدة 3 سنوات ليخرج لمصر أعظم الصناع المهرة، واحتفظ بالنوابغ منهم واستعان بهم فى إنشاء مصر الحديثة وأرسل منهم خبراء للدول التى كانت تفتقر لتلك الحرف.

  نريد لمصر أن تستلهم من تلك التجربة التاريخية وتتخذ منها سبيلا نحو احتواء فئة أطفال الشوارع، وإدماجهم فى المجتمع عبر تعليمهم وتأهيلهم، فالتعليم الفنى والحرفى فى مصر بحاجة إلى الآلاف من الملتحقين به من أجل مواكبة التطور الصناعى الذى تشهده مصر حاليا، حتى ينصلح حالهم ويتحقق التقدم والرقى للدولة وتتجنب أن تتحول تلك الملايين إلى قنبلة موقوتة من البلطجة والإجرام والفساد فى المجتمع.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد