رؤى
حلمت بالأمس، اللهم اجعله خير، فوز النادى الأهلى على النادى الزمالك، وحصوله على بطولة أفريقيا، والنتيجة 3 أهداف للأهلى مقابل صفر للزمالك.
الغريب فى الأمر أننى لم أعد أرى أحلامًا منذ فترة، وقلما جاءنى حلم أو كابوس، ربما لأننى كبرت فى السن ولم تعد لى طموحات دنياوية، والأغرب منذ ذلك أننى لم أعد أتابع مباريات كرة القدم منذ أربعين سنة، فى شبابى كنت أشجع النادى الأهلى بدون تعصب، وكنت أشجع، كما يقولون، اللعبة الحلوة، كانت اللعبة فى الزمالك، الترسانة، الإسماعيلى، الاتحاد، المحلة.. وكنا نساند الفريق الذى يخوض البطولة الأفريقية لأنه كان يمثل مصر.
قبل قيامى لصلاة الفجر، استيقظت وبقايا الحلم فى ذاكرتى، نظرت للغطاء، كان محكمًا جدًا، بطانية ولحاف، لماذا زارنى الحلم؟، ولماذا فى هذا التوقيت؟، ولماذا حدد الفائز بالبطولة الأفريقية؟ ولماذا 3 صفر؟، هل بسبب ما دار بينى وبين ابنى وحديثه عن المباراة؟
قبل نومى كنت أتابع بعض القنوات الإخبارية العربية، أعتقد نشرة التاسعة، وفى العادة أتابعها فى العديد من القنوات، خاصة التحليلات السياسية والاقتصادية التى تتضمنها النشرات، فى الغالب أدخل السرير حوالى العاشرة مساء، وفى بعض الأيام أنام فى التاسعة مساء أو بعد صلاة العشاء، نومى ربما بسبب السن أصبح متقطعًا حتى صلاة الفجر، أستيقظ وأؤدى الفريضة وأجلس لمتابعة القنوات الخبرية، ثم أنتقل إلى المواقع الخبرية للصحف المصرية والعربية وبعض وكالات الأنباء.
فوجئت بانبى يسألنى: هل أصدروا قرارًا بحظر التجول يوم الجمعة؟
ــ ليه؟
ــ علشان مباراة الأهلى والزمالك.
ــ وهيحظروا التجول ليه؟
ــ علشان الجماهير ما يتخانقوش.
ــ هيتخانقوا ليه؟
حكى لى أن مشجعى الفريقين يتربصون لبعض، حتى أثناء مشاهدة المباراة فى المقهى يجادلون ويتشابكون لفظيًا، وكثيرًا ما تنتهى التشابكات إلى مشاجرات، وقال لى: دى مباراة قمة، وممكن يعملوا شغب ويكسروا الدنيا.
دخلت السرير، أحكمت الغطاء واستسلمت للنوم، المدهش أننى هذه الليلة تحديدًا لم أستيقظ لدخول الحمام، واستيقظت فقط على صلاة الفجر وفى ذاكرتى نتيجة المباراة، هل لأننى تمنيت فوز الأهلى مجاملة لابنى؟ هل لأننى كنت أحد مشجعى النادى الأهلى؟، ماذا لو فاز الزمالك بالبطولة؟، وماذا لو فاز الأهلى؟ حلم غريب، فى توقيت عجيب.