رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لعل ما أقدمت عليه السلطة الفلسطينية مؤخرا كان من قبيل المهزلة وذلك عندما اتخذت قرارا فى 18 من الشهر الجارى يقضى بإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى ما كانت عليه، لا سيما فيما يتعلق بالتنسيق الأمنى، حيث إن هذا يعد مخالفا لمخرجات اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية مطلع سبتمبر الماضى، كما أنه بمثابة طعنة للجهود الجارية التى تسعى إلى بناء شراكة وطنية عبر تحقيق المصالحة الفلسطينية. وجاء هذا بعد أن كانت السلطة الفلسطينية قد أوقفت فى مايو الماضى العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل بعدما أعلن محمود عباس وقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل ردا على مخططها الرامى إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار وهو ما تم تعليقه لاحقا.

الغريب أن يأتى الإعلان عن عودة مسار العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل بعد يوم واحد من اعلان إسرائيل طرح عطاءات لبناء1257 وحدة سكنية استيطانية جنوب القدس المحتلة، على أن يتم اغلاق باب العطاءات فى الثامن عشر من يناير القادم، أى قبل يومين من الاحتفال بدخول «جو بايدن» البيت الأبيض واعتماده رئيسا.

 الجدير بالذكر أن العملية الاستيطانية الجديدة ستقطع حبل الاتصال الجغرافى بين المدينة المقدسة وبيت لحم بما يعنى تهويد القدس الشرقية المحتلة ليكتمل لإسرائيل بذلك تهويد القدس ككل. الأمر الذى يكفل لإسرائيل ما تريده وهو الحيلولة دون إعلانها عاصمة للدولة الفلسطينية، وبما يعنى أن قوات الأمن الفلسطينية ستتولى حمايتها على غرار حمايتها للمستوطنات الأخرى.

لقد وضح الآن أن اعلان محمود عباس عن تجميد التنسيق الأمنى مع إسرائيل الذى اتخذ فى مايو الماضى لم يكن إلا أكذوبة كبرى، بل إنه لم يتوقف على الاطلاق. ويبدو أنه يمثل الركيزة الأساسية لوجود السلطة الفلسطينية واستمرارها. لا سيما وأن كل ما يهم محمود عباس هو البقاء فى السلطة، ولهذا كان غريبا أن تبادر السلطة الفلسطينية بإدانة خطوة التطبيع مع إسرائيل من قبل دولتى الامارات والبحرين، وأن تعيب على الدول العربية الهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل رغم أن عباس بقراره الأخير والقاضى بإعادة علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل إلى ما كانت عليه قد فاق هذه الدول فيما نفذته، بل إن عباس بقراره إعادة العلاقات مع اسرائيل قد خدم الاحتلال دون أن يدرى ووفر له الغطاء لتمرير صفقة القرن بل وتنفيذ خطة الضم التى ستشمل أراضي فى الضفة والأغوار.

إنها المهزلة التى ارتكبتها السلطة الفلسطينية غير عابئة بمصير الشعب الفلسطينى ولا بحقوقه الوطنية المشروعة، وبالتالى لا يحق لها اليوم أن تنتقد الدول العربية التى لجأت مؤخرا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل والحديث عنه بوصفه يجسد الخيانة وطعنة فى ظهر القضية الفلسطينية، حيث إنها أقدمت على الشىء نفسه عندما أعادت العلاقات مع إسرائيل إلى ما كانت عليه واستأنفت من جديد التنسيق الأمنى معها فأساءت بذلك إلى القضية أكثر من أى أحد آخر. ويكفى أنها يتحركاتها قد ضربت المصالحة الفلسطينية فى العمق، بل إنها بما أقدمت عليه دمرت مصداقيتها وشجعت الاحتلال الصهيونى على أن يخترق الأرض ويمعن فى الاستيطان وهو ما يعنى احتلال المزيد من الأراضى الفلسطينية.