عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لا أحد ممن خرج فى مظاهرات فرنسا أمس الأول ضد الشرطة.. ولا أحد يريد إسقاط الشرطة، كما حدث عندنا فى تظاهرات 28 يناير، ولكن الذين خرجوا فى المظاهرات مع الشرطة فى تحقيق الأمن والأمان، واحترام حقوق الانسان، وفى الوقت نفسه مع حرية الصحافة فى أداء دورها وممارسة مهامها فى تصوير رجال الشرطة وملاحقة المخطئين منهم.. هذه هى الحكاية، ولا شىء أكثر من ذلك!

فقد اندلعت المظاهرات فى عدة مدن فرنسية احتجاجًا على صدور قانون يحظر تصوير رجال الشرطة أثناء عملهم.. وشارك فى المظاهرات ممثلون عن وسائل الإعلام، وحركات مثل السترات الصفراء.. احتجاجًا على مشروع القانون.. وبالتالى ستظل العلاقة هكذا حكومة تسعى للتضييق وتقييد حركة الناس، وشعوب لا تقبل تضييق الحريات بأى حال.. وفرنسا التى قاتلت من أجل الحريات، هى نفسها التى تقاتل اليوم من أجل حرية الصحافة والإعلام!

فالمظاهرات لا تعنى الهدم ولا التخريب أبدًا.. ولا يوجد من يتهم المتظاهرين بالخيانة والعمالة، ولكنها وسيلة للتعبير عن الرأى.. وكلما مارسها الشعب ازدادت رشادة، وحافظت على الأرواح والممتلكات، وقد خرجت هذه المظاهرات تحت شعار « خايفين ليه من التصوير».. ولسان حال المتظاهرين أن حرية الصحافة ضمانة للحقوق والديمقراطية، وقال المتظاهرون إن الديمقراطية تموت فى الظلام، ورفعوا لافتات تحت هذا العنوان!

وحذرت نقابات الصحفيين هناك من قانون يمنح الضوء الأخضر للشرطة بمنع المراسلين من العمل، واحتمالات تعرضهم لانتهاكات بسبب هذا القانون، وهو ما يمنع من توثيق أى انتهاكات تقع فيها الشرطة!

وأعربت وسائل الإعلام عن شعورها بالقلق إزاء القانون، واحتمال حدوث انتهاكات للحقوق عبر استخدام طائرات بدون طيار.. وكانت الشرطة الفرنسية قد واجهت اتهامات خلال السنوات الماضية، بالتعامل بوحشية مع المواطنين والمشتبه بهم خاصة السود والعرب والأقليات الأخرى، ووجه البعض للشرطة رسالة قالوا فيها ضعوا أسلحتكم فى الأرض وسنضع هواتفنا دون تصويركم!

وبالمناسبة فالقانون يعاقب من ينشر الصور التى تظهر وجه رجال الشرطة بالسجن والغرامة القاسية، لأن النشر يسىء لهم ويعرضهم للأضرار النفسية والجسدية أحيانًا، وبالفعل فقد أصيب العشرات منهم خلال اشتباكات مع المتظاهرين فى السنوات الأخيرة!

باختصار، هذه تظاهرات على القانون فقط، وليست ضد الشرطة وليست ثورة على النظام ولا تطالب بإسقاط الشرطة.. إنها مظاهرات من أجل حرية الصحافة وضد الظلام.. فالصحافة ليست من أجل الصحفيين ولكنها من أجل الوطن.. الصحافة نور يبدد الظلام والديمقراطية تعيش فى النور وتموت فى الظلام!