رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استكمالا لحديث الأسابيع الماضية عن استعادة قيم المجتمع المصري، تأتى المدرسة دائما كمحراب العلم فضلا عن كونها إحدى المؤسسات المجتمعية المعنية بتوريث ثقافة المجتمع شانها فى ذلك شأن المسجد والكنيسة و الأسرة وغيرها. وهناك دائما أمران متلازمان لا يمكن فصل أى منهما عن الآخر، العلم والأخلاق، والتربية والتعليم، فهما وجهان لعملة واحدة إذا اختل أى منهما يختل الآخر أيضا ويسود الفساد فى المجتمع، وثقافتنا دائما (الأدب فضلوه عن العلم) ولا خير فى علم لا يزينه الأدب وتنقصه الأخلاق، وبدون الأخلاق والتربية والقيم تنهار الأمم وبدون العلم يقبع المجتمع فى غياهب الجهل ويفوت قطار المستقبل.

والمؤكد أنه عندما تترك دورك يأتى غيرك ليملأ الفراغ. وهذا ما حدث خلال العقدين الأخيرين فى حياتنا. تراجع دور المدرسة الحقيقى ليس تعليمياً فقط،، ولكنه تراجع حاد عن دورها كؤسسة ناقلة لثقافة المجتمع المصرى الغائبة بتسامحها وقيمها وقبولها للآخر وتقديرها للكبير، وغيرها من مورثات مجتمعنا المصرى العريقة والأصيلة. تركت المدرسة دورها فى التعليم فحلت محلها دكاكين التعليم تحت مسمى مراكز الدروس الخصوصية، ولم يعد لنا هم كأولياء أمورغيرما يحققه أبناؤنا من نتيجة تعليمية، وتركت دورها فى غرس وتوريث القيم النبيلة فحلت محلها ثقافة المهرجانات، وها نحن نحصد ما تمت زراعته، واليوم تفجعنا وقائع مجتمعية خطيرة، الواقعة تلو الأخرى لتوجه لنا رسائل شديدة القسوة وتحذرنا وتنبهنا جميعاً لحتمية استعادة دور المدرسة فى التربية ثم التعليم.

ففى الطابور الصباحى كنا نتعلم قيم حب الوطن والانضباط والالتزام، وكانت الإذاعة المدرسية هى منصة لتقديم المواهب واكتشاف المبدعين، وفى انتظام اليوم الدراسى كان الطالب يتعلم ويورث مئات من القيم، وفى حصص الأنشطة المفقودة كان يفرغ طاقاته الكامنة، وكم من مبدع فى مجالات مختلفة كانت بداياته من المدرسة، وفى حصص الموسيقى والتربية الفنية كان يورث الإحساس المرهف والثقافة المصرية الفنية العريقة بمختلف فنونها، ناهيك عن حصص المسرح والخط العربى والجماعات المدرسية المختلفة التى كانت تورثه ثقافة العمل الجماعى ونكران الذات والعمل من أجل الجماعة وقبول الآخر وتقدير الأكبر سنا حتى لو كان زميلاً له، لتخرج لنا المدرسة فى النهاية مواطناً صالحاً متكامل الشخصية يدرك وبوضوح ماله وما عليه مقدسا لقيم مجتمعه المختلفه التى تربى عليها متفاعلا مع أقرانه.

وعلى الجانب التعليمى كان يتعلم قيم المنافسة الشريفة ويدرك قيمة العلم، ومقتدياً فى كثير من الأحيان بأقرانه من النابهين إضافة إلى ضرورة مشاركته التى تثريه متفاعلا لا متلقيا كالحال فى مراكز الدروس الخصوصية، وفى النهاية مقدرا لمعلميه أصحاب الرسالة لا أصحاب البيزنس.

وحسنا أدركت القيادة السياسية الحالية بزعامة الرئيس السيسى تلك الأولوية، فكان التوجيه بضرورة عودة الطالب والمعلم لمكانهما الطبيعى فى محراب العلم الحقيقى والتوجيه بضرورة تدريس مادة للقيم واحترام الآخر، إضافة إلى الاهتمام بالتطوير المهنى  للمعلم المصرى وبدأت خطوات اخرى جادة لتحسين أحواله الاقتصادية، وكلها خطط للإصلاح وخطوات جادة على الطريق الصحيح لاستعادة المدرسة المصرية لدورها الطبيعي، ويتبقى للأسرة المصرية دورهام يبدأ بإدراك المسئولية المشتركة و يتكامل بلا شك مع كافة الجهود، طامحين فى تنشئة جيل جديد يحمل مسئولية بناء مصر الحديثة.

عضو مجلس الشيوخ – مساعد رئيس حزب الوفد