رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

لا أفهم على وجه التحديد هل بعض الأوروبيين يفهمون حرية التعبير بشكل خاطئ أم أن التعصب جعلهم يؤولون الحريات حسب رؤيتهم؟، ما هى المقاربة بين سب الرموز الدينية الإسلامية وحرية التعبير؟، وما الفرق بين السب والقتل اللذين يحركهما أيديولوجيات وأفكار متشددة؟، لماذا نوصف من يسب رموز ديانة بعينها كاتبًا وفنانًا ومبدعًا، ونوصف من يعاقبه بالإرهابى؟

إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا يبدو أنه لم يتعلم الدرس، ولم يعلمه أحد من السياسيين المحنكين أو المثقفين الفرنسيين الفرق بين ازدراء الأديان وحرية التعبير، فقد صرح بحماقته وسذاجته المعهودة، الإثنين الماضى لمجلة «جراند كونتينت» الفرنسية، بتصريح سوف يزيد الطين بلة، ويشجع أصحاب الفكر المتشدد من الإسلاميين على الرد والعنف، قال تعليقًا على أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبى محمد عليه الصلاة والسلام: «إن فرنسا لن تغير حقها فى حرية التعبير فقط لأنه يثير أزمة فى الخارج». ولام دول العالم لعدم مساندة بلاده بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة بالقدر الكافى، وأطرف ما صرح به للمجلة تأكيده بأن القيم الأوروبية، وهو هنا يقصد الشعب الفرنسى، لا تعرف الكراهية، وأنهم قد يتخاصمون، لكن لا يشتبكون أبدًا».

المؤكد أن الأوروبيين يفهمون معنى حرية التعبير على محمل الخطأ، خاصة فى مسألة ازدراء الأديان، من حق أى مواطن أن ينتقد الديانات، يرفضها، يوضح بعض المسائل التى لا تتوافق وثقافته أو بيئته أو عاداته وتقاليده أو أفكاره، لكن هذا الحق لا يمتد إلى إعلان الحرب على الديانات ورموزها، وأن يتفرغ فقط لتشويه أو السخرية من ديانة بعينها، اختلاف الديانات رحمة، والله وحده هو الذى سيفصل بين عباده.

لكل منا رأيه فى الديانات الأخرى، وكل منا يعتقد أن الديانات الأخرى مزورة أو غير منزلة من السماء أو أن أتباعها قاموا بتحريفها، وكل منا يعتقد أن أتباع الديانات الأخرى كفرة، وأن مصيرهم النار، وكل منا يعتقد أن ديانته الوحيدة هى المنزلة من الله عز وجل، هذه الآراء والأفكار طبيعية ومنطقية وواقعية جدًا، فقد ولد كل منا وتربى على ديانة بعينها، والطبيعى أن يتمسك بمعتقدات آبائه وأجداده، لكن غير المنطقى أن تدخل فى سجال ونقاش دائم مع أتباع الديانات الأخرى، تحاول خلال الحوار الانتصار لديانتك وتظهر وتشوه ديانة الآخر، أو أن تتفرغ لسب رموز الديانات الأخرى وأتباعها، هذا المسلك سوف يدفع أتباع الديانات الأخرى إلى مواجهتك، وهذا حقهم الطبيعى، ويدفعهم أيضاً لمعاقبتك وهو أيضاً من الأمور المنطقية، كيف أراك تسب وتشوه ديانتى ورموزها طوال اليوم وأتركك؟

البلدان العربية والإسلامية يجب أن تصدر بيانًا تعلم فيه ماكرون وغيره من الحمقى الفرق بين حرية التعبير وحرية الاعتقاد، وبين ازدراء الأديان أو إعلان الحرب على ديانات الغير، لأن ما يقوم ويعتقده ماكرون وغيره من الحمقى هو إرهاب وتصدير كراهية وإعلان حرب، وببساطة من يدق طبول الحرب عليه أن يتحمل خسائرها.

[email protected]