رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى العاشر من نوفمبر الجارى رحل عن عالمنا الدكتور «صائب عريقات» أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذى توفى إثر إصابته بفيروس كرونا المستجد. وجاءت وفاته بعد ثلاثة أسابيع من نقله إلى مستشفى «هداسا» فى القدس بعد تدهور حالته الصحية بعد أن عانى من مضاعفات صحية فى جهازه التنفسى مرتبطة بعملية زراعة الرئتين التى أجراها فى أمريكا قبل ثلاثة أعوام مما أثر بالسلب على جهاز المناعة لديه ولهذا كان علاجه يشكل تحديًا هائلًا مما اضطره إلى الذهاب لمستشفى هداسا التى يتوفر لديها جهاز «أوكيميا» التنفسى. أى أنه نقل إلى مستشفى هداسا مضطرًا وليس حبًا فى إسرائيل، إنه عريقات المفاوض الشرس وأحد أعمدة القضية الفلسطينية. كان عصيًا على التطويع، رفض صفقة القرن رغم الضغوط الأمريكية التى مورست عليه، رفض مشروع نيتنياهو، وقف بحسم ضد غطرسة كوشنر وصلف ترامب، رفض الهرولة العربية الأخيرة نحو التطبيع مع إسرائيل. تعامل مع القضية الفلسطينية بإيمان لا يتزعزع، وسعى جاهدًا من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطينى رغم كل العراقيل وكل الظروف الصعبة التى جابهتها القضية.

لا شك أن فقدان الدكتور صائب عريقات يمثل خسارة كبيرة لقيادة كانت تدعو دومًا لحل الدولتين وإحلال السلام. ولهذا كان طبيعيًا أن يطلق عليه مصطلح رجل السلام. كان رحمه الله مقربًا من الرئيس ياسر عرفات الذى أطلق عليه اسم (شيطان أريحا) فى إشارة منه إلى قدراته الكبيرة على المناورة وإتقان اللعبة السياسية بحرفية، ولقدرته على الخروج دومًا بحلول ومواقف تصب بالإيجاب فى صالح القضية. كان عريقات أبرز المتحدثين الفلسطينيين فى الإعلام الغربى خلال الانتفاضة الثانية، ولعب دورًا قياديًا وبارزًا فى المفاوضات التى تمخضت عنها اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ظل يتصدر الواجهة ككبير للمفاوضين منذ عام 1995 حتى عام 2004.

الدكتور صائب عريقات مثقف حتى النخاع. حصل على شهادتى البكالوريوس والماجستير فى العلوم السياسية من جامعة سان فرانسسكو عام 79، وبعد ذلك سافر إلى المملكة المتحدة وحصل على الدكتوراه فى دراسات السلام فى عام 83، ليعود منها إلى مدينة نابلس بالضفة ليعمل محاضرًا فى جامعة النجاح الوطنية، كما عمل صحافيًا عندما انضم إلى هيئة تحرير صحيفة القدس الفلسطينية. وخلافًا لذلك دشن برنامجًا للتبادل الأكاديمى للحوار بين الأكاديميين الفلسطينيين والإسرائيليين إيمانًا منه بأن المفاوضات هى الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للصراع العربى الإسرائيلى. فى عام 94 تم تعيينه وزيرًا للحكم المحلى ورئيسًا لـ«الوفد» الفلسطينى المفاوض، وفى عام 2003 يصل إلى منصب رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية. إنه صائب عريقات الوطنى الصادق الغيور على القضية ولهذا حظى باحترام وإعجاب الكثيرين. أما مؤلفاته فتضم تسعة كتب أبرزها كتاب (الحياة مفاوضات). واليوم بعد رحيله ندعو المولى عز وجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، فهو الفقيد الغالى الذى سيظل اسمه نبراسًا ورمزًا لشرف النضال وللمشروع الوطنى الفلسطيني. وداعًا صائب عريقات.