رؤى
لم أستغرب عندما قرأت تصريح وزيرة الصحة عن احتلال محافظة الإسكندرية المركز الأول فى الإصابة بفيروس كورونا على مستوى الجمهورية، لكن ما أدهشنى وأزعجنى جدًا تبرير اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية لاحتلال المحافظة لهذا المركز المتقدم، تخيلوا سيادة اللواء أرجع هذا المركز المتقدم فى الإصابة بالفيروس إلى كثرة الزوار إلى المدينة، وليس بسبب عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل جيد، قال بالحرف فى مداخلة إلى أحد الإعلاميين: إن محافظة الإسكندرية الأكثر إصابة بفيروس كورونا المستجد وهو أمر منطقى لأنه يتردد عليها الكثير من الزوار».
بداية نشير إلى أن مدينة الإسكندرية من المدن المحببة جدًا إلى قلوب المصريين، والعبد لله من عشاق هذه المدينة، وعندما لا تمكنى الظروف من السفر إليها والإقامة لعدة أيام، أتصل ببعض الأصدقاء الإسكندرانيين فى أحياء مختلفة لأستمع إلى أصوات الشوارع.
هذه المدينة الجميلة يعتمد معظم سكانها على المواصلات العامة والخاصة، الترام، قطار أبوقير، أوتوبيسات النقل العام، وأخيرًا الميكروباص أو على حد تسميتهم: «المشروع»، جميع هذه المواصلات مزدحمة جدا، وأغلب من يستخدمونها لا يرتدون الكمامة التى تقيهم من انتقال الفيروس من شخص لأخر.
أسباب عدم التزام المواطنين كثيرة، على رأسها ضيق ذات اليد، أغلب سكان الإسكندرية من الطبقة المتوسطة، ويعيشون بالكاد على دخل يكفى قوت يومهم، ومن الصعب على رب الأسرة شراء كمامات لجميع أفراد الأسرة يوميًا، صحيح الحكومة توفر هذه الكمامات فى المدينة وبأسعار أقل من القاهرة، لكن مع غياب الجهات الرقابية يزداد أعداد غير الملتزمين.
المحافظ يبرر انتشار الفيروس بسبب كثرة زوار المدينة، ونحن بدورنا نسأله: هل زوار الإسكندرية أكثر من زوار القاهرة؟، الإسكندرية تستقبل زوارها خلال أربعة شهور الصيف، وماذا عن أشهر الخريف والشتاء، القاهرة يزورها يوميًا أكثر من مليون مواطن، يحضرون إليها من محافظات الصعيد ووجه بحرى ومحافظات الدلتا طوال أيام السنة، ما هو عدد زوار الإسكندرية يوميًا.
بغض النظر عن أعداد الزوار، تطبيق الإجراءات الاحترازية على مدار الساعة سوف يحد من انتقال الفيروس، والمطلوب بسيط جدًا متابعة وسائل المواصلات، ومنع غير المرتدين للكمامة من ركوبها، الشيء نفسه فى المحلات التجارية والعامة والمصالح الحكومية.
استدراك: بيان وزارة الصحة بعدد الإصابات: المنتزة 3 آلاف إصابة، حى شرق 2000 إصابة، حى وسط أكثر من ألف إصابة، العجمى أكثر من ألف إصابة، حى غرب أقل من ألف إصابة، المنشية أكثر من 500 إصابة، برج العرب أقل من 500 إصابة.