رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دون سابق انذار امتطى الدون (ايمانويل كيشوت) صهوة جواده وهو بكامل هيئته الفلكورية ملوحا بسيفه الخشبى الى فرسان المعبد الجدد واستهل خطبة عصماء عن الاسلام المأزوم عالميا، بسبب اختطافه من قبل المتطرفين وقد حانت لحظة المكاشفة وازالة الاكاذيب، ففى بلاد الاسلام توجد اشياء وامور لا تعجب اديانا اخرى لذا علينا مواجهة الاسلام الردايكالى واجتثاث الانعزالية وترسيخ القيم العلمانية مهما كانت التكلفة وان مسألة اعادة نشر الرسومات الكاريكاتورية شأن فرنسى خالص والشريعة الاسلامية لا تطبق هنا والشعب فقط هو صاحب السيادة ولنا الحق فى الدفاع عن حريتنا لأن العلمانية لم تقتل احدا أعلم ان حديثى صادم للبعض ولكنها الحقيقة بدون مساحيق تجميل.

هذا الخطاب الماكرونى الديماجوجى سكب الزيت على النار بعد ان اهان مشاعر  اغلبية المسلمين لما للرسول محمد من قدسية عظيمة بل واحرج المعتدلين الرافضين نظرية صدام الحضارات ومنح المتشددين طوق النجاة بتدعيم فرضية الحرب الصليبية على الاسلام  مما وضع فرنسا كلها تحت النار بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية  التى اسفرت عن خسائر فادحة على كل المستويات وطرحت تساؤلا: هل كان ماكرون على علم بما يفعل ام لا ؟ لكن المؤكد انه  بدأ شيئا ما لا يستطيع إنهاءه. هل كان هناك داع لاعادة نشر الرسوم المسيئة فى وقت يرزح العالم تحت وطأة الوباء المدمر  والناس فى حالة مزاجية محبطة والحكومات تترنح من ثقل الاعباء وبخاصة فرنسا التى انتشر بها بشكل واسع بالإضافة لتكلفة التأهب الأمنى لحماية المصالح الحيوية ودور العبادة ثم هبت عاصفة مقاطعة شعبية موجعة الحقت ضررا بالغا بسمعتها واقتصادها  هذه النتيجة القاسية والمباشرة، سوف توضع على باب ماكرون لقد سقط بسذاجة فى هذا الفخ السحيق واستغل ذلك سياسيا عدوه اللدود اردوغان بتهييج العواطف الملتهبة من خلال الشحن الاعلامى الممنهج. 

لا شك انه عمل شيطانى غير مبرر لا ينسجم مع افكار فولتير صاحب أحدب نوتردام والبؤساء ولاسيما ان فرنسا أول دولة فى أوروبا فتحت مسجداً وهو المسجد الكبير .بباريس وقامت بترجمة القرآن وللاسف اصبحت علاقتها بالاسلام هشة للغاية وربما على المحك بسبب سياسيين حمقى امثال ساركوزى وماكرون يتبنون خطاب كراهية يدعو لتأجيج الاسلاموفوبيا بحجة حماية  المبادئ الجمهورية وهنا بيت القصيد فهناك فرق كبير بين العلمانية الالمانية والامريكية التى تتبنى التعددية الفكرية تحت شعار «دعه يعمل» وهى أكثر تصالحا مع الدين والثقافات الأخرى اما العلمانية الفرنسية laïcit فهى تدعو لفصل كامل للدين عن الحياة العامة بل وفرض الاندماج القسرى على نحو تقدمى، المشكلة الجوهرية هى شعور النخبة بشقيها بخطر وجودى على الهوية الثقافية الفرنسية لذلك يعانون من ازدواجية المعايير لا احد هناك يجرؤ على مجرد التشكيك فى دقة اعداد ضحايا الهولوكوست والا سيحاكم بتهمة معاداة السامية فمن ينسى تجريس روجيه جارودى ثم الم يستشِط ماكرون غضبا من اهانة  الرئيس البرازيلى بولسارنو لعمر بريجيت ماكرون وقال لم يحترم زوجتى ماذا عساى أفعل؟ إنه امر محزن له والى الشعب البرازيلي. وأضاف انه يأمل فى ان يكون للبرازيليين قريبا رئيس يتصرف بمستوى لائق!! يا الهى ما بال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا.