عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مازالت أصداء واقعة طفل المرور أو طفل المرسيدس أو كما أسميناه في المقال السابق طفل المهرجانات ومازلنا بصدد سلسلة مقالات تستعرض الأسباب والحلول فهو ليس حالة خاصة أو متفردة لكنه انعكاس لتفاصيل واقع أليم نعيشه اليوم نتيجة غياب منظومة القيم والأخلاق واختلال المعايير المجتمعية لطريقة وأسس تعامل المواطنين مع بعضهم البعض، وهي القضية الرئيسية التي يجب الاهتمام بها.

مبدأ الاعتراف بوجود المشكلة هو العنصر الأول والأهم في طريق الحل لتلك المشكلة، فإذا لم نعترف بوجود مشكلة أخلاقية وتربوية نعيشها في الوقت الحالي، فلن نتقدم خطوة واحدة في طريق إيجاد حل لها، وسنظل في أزمتنا الحالية أبد الدهر دون أي تغيير، بل وربما سنصحو يوميا على ما هو أسوأ من تلك الواقعة بكثير.

وطريق التيه هو ما يسلكه الإنسان دون أن يدري إلى أي وجهة يأخذه هذا الطريق ولا يعلم ما يجب عليه الاهتمام به ويقدمه على غيره من الاهتمامات الأخرى، وقديما حرص بناة سور الصين العظيم على الاهتمام بتقويته فقط دون الاهتمام بمن يحرسون هذا السور المهيب، وكانت النتيجة حدوث اختراق له عدة مرات بعد تشييده جراء رشوة الحراس، وبذلك هدمت الفكرة الرئيسية من بناء السور رغم وجوده.

وعلى ذلك يجب الانشغال ببناء كل ما يحيط بالإنسان على حساب تنمية الفرد نفسه أمر خاطئ، فبناء الإنسان يأتي قبل كل شيء، و حقا إذا أردت هدم مجتمع فما عليك إلا هدم الأسرة والتعليم وتحقير أو تسفيه القدوة والمثل العليا، من خلال التقليل من مكانة المعلم والتعامل مع ربة المنزل بوصفها عيبا أو شيئا يدعو للخجل، والتقليل من شأن ومكانة العلماء، ولن يكون حينئذ هناك من يربي النشء على القيم.

ويبقى التأكيد على ضرورة الحفاظ على اتزان المجتمع في علاقة الأفراد بالمؤسسات وعلاقتهم كذلك ببعضهم البعض يحميه من السقوط في براثن الجهل والرجعية والتخلف، لا يوجد تقدم حقيقي بلا أخلاق. العلم والتربية والأدب لا تنفصل عن بعضها البعض، وبها تنهض الأمم، وبها نبني مصرنا الحديثة. ولنا في عصر محمد على التاريخي ودولته أسوة حسنة حيث أسسها متقدمة ومحافظة على أخلاقها وتقاليدها، وتقدر وتحترم مكانة العلم والعلماء جنبا إلى جنب مع تقدير المرأة والأسرة.

وهنا فهناك تحية واجبة للرئيس عبدالفتاح السيسي على اهتمامه بملف بناء الإنسان المصري ثقافيا وفكريا وعلميا، وحرصه على تحقيق ذلك إنما يعطي دلالات واضحة على فكر مستنير ورؤية ثاقبة للأمور تقدر المشكلة الحقيقية للمجتمع والتوجيه بحلها، وهناك ضرورة لتكامل دور جميع المؤسسات للخروج من تلك الأزمة.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد