عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

- هذا السؤال يطرح نفسه علينا بقوة ومرارة وأسى طوال الوقت؟! وكأننا لا نعرف له إجابة.. وكأننا لسنا صُنَاعه وصانعى إجابته؟ ليه كدة؟ يسأله ابن القاضى رغم أنه يهين شرطيًا، ويسأله ابن المدرس أو الموظف رغم أنه يرمى مخلفاته فى الشارع! نأكل حقوق بعضنا فى الميراث.. «نطرمخ» على أموالٍ اقترضناها من بعضنا ولا نريد أن نردها.. نعتدى على جيراننا ونؤذيهم بأصوات سماعاتنا العالية التى تخترق غرف نومهم وتطير النوم من أعينهم. نفتح محلا للبقالة فنبلع ثلث الشارع بوضع بضائعنا فيه، فيما بعض المحال تضع الأحجار أمامها مانعةً أى احد من الوقوف بسيارته رغم عدم وجود أماكن للانتظار وكأنهم امتلكوا الشارع! (هؤلاء أيضا يسألون نفس السؤال ليه كده!) يقف رجال المرور متحفزين لمخالفة السيارات الواقفة فى الممنوع من دون أن يتدخلوا فيجبرون هؤلاء على رفع الاحجار والبضائع ويكافحون استقواءهم وبلطجتهم على الناس.

يلاحظ أن (من أمن العقوبة أهان الناس وأساء الأدب)! وبعد هذا نتحدث كلنا: القاضى وابنه، والمدرس، والموظف، والجار، والمستأجر وحتى رجل المرور، عن الأخلاق ونسأل: ليه كل ده؟ حتى مهندس الطرق يجلس وسط أصدقائه ويشكو تغير الناس وفساد الأخلاق ويتساءل ليه كدة مع إنه هو نفسه المهندس الذى يذيقنا الويل ويعذبنا هو وعماله الذين يشكون مرّ الشكوى، وهم يركبون سيارات السرفيس ويشكون من السائق الذى حشرهم فى مركبته وطالبهم بأجرة مضاعفة فجأة! يتساءلون لماذا فعل السائق ذالك ولا يتذكرون أنهم فعلوا بالناس شيئًا لا نظير له فى العذاب، عندما بقروا بطن الطريق، لتركيب المواسير، سواء كابلات كهرباء أو تليفونات أو صرف صحى أو تمديد الغاز الطبيعى؟

موضة هذا الزمان هى فتح بطن الطريق ووضع المواسير الضخمة فى قلبه، ومع أنها تأخذ حيزًا كبيرًا من المساحة المحفورة إلا أنهم لا يعيدون الطريق إلى ما كانت عليه أبدًا! الطبيعى أنهم إذا أعادوا الأرض إلى طبيعتها فإن الطريق المبقورة يجب أن يكون مستوى سطحها أعلى من المستوى الذى كانت عليه قبل الحفر؟ ولكن الغريب والعجيب أن يحدث العكس؟ بعد الانتهاء من الأعمال وردم الحفر تجد أن أرض الشارع أصبحت مثل الأخاديد.. وامتلأت بالقنوات الطويلة والقصيرة التى تمزق الشارع طولًا وعرضًا ما الذى حدث؟ أين ما ننتزع من ركام كان يغطى الشارع ولماذا لا يقوم المهندس وعماله بإعادته إلى حالته المستوية السابقة؟ أين هذا الكم الهائل من الركام المنزوع ولماذا لا يعاد إلى مكانه أو يرصف من جديد فورًا؟ لماذا هذا التلذذ بتعذيب الناس؟

هذه الطريق يسير عليها الناس فلا يجدون مكانًا للسير، وتسير عليها سيارات فيتأذى الركاب من فرط حركتهم مع السيارة «يمين - شمال، فوق وتحت، ثنى مدّ»، فضلا عن تأذى السيارات بشكل مستمر، ما يكبد أصحابها آلاف الجنيهات بسبب تغيير العفشة وفساد الجنوط والكبالن والمقصات الخ! هذا المهندس وعماله يستلمون الأرض مستوية ومرصوفة ومع هذا ينتهون من أعمالهم ويتركون الشارع خرابة وبعد ذلك يتساءلون وهم معذّبون فى الميكروباص «هو إيه اللى جرى للناس»؟.

- لا أعرف سببا للشيزوفرينيا المصرية فهى تحتاج لطبيب نفسى، لكننا نعرف أسبابًا للفوضى العميمة! بات الكلام رخيصًا وقيمة العمل انحطت، ومؤسسات تربية الأخلاق والقيم خرجت من المنظومة.. وأشياء أخري!