رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

المتابع للانتخابات الأمريكية يتأكد له بين الفينة والأخرى أن خطوات جو بايدن إلى البيت الأبيض أصبحت أقرب من المكتب البيضاوى.. وأن جو بايدن هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية رقم 46، رغم أن الأصوات مازالت تفرز ورغم المشاكل التى بدت فى الأفق وتهديد الرئيس دونالد ترامب باللجوء إلى القضاء تارة وعدم تسليم السلطة تارة أخرى.

الذى يهمنى فى المقام الأول؛ لماذا اختار اليهود جو بايدن رغم أن ما قدمه ترامب لليهود وللدولة العبرية لم يقدمه رئيس سابق، كشفت استطلاعات الرأى التى أجرتها منظمة «جى ستريت» أن الناخبين اليهود فى الولايات المتحدة صوتوا بغالبية ساحقة وصلت إلى 77٪ لصالح المرشح الديمقراطى جوبايدن مقابل 21٪ للرئيس دونالد ترامب، ووفق الاستطلاع فإن القضايا الرئيسية التى تهم الناخبين اليهود هي مكافحة فيروس كورونا ويليه تغير المناخ ثم التأمين الصحى والاقتصاد، وجاءت مشاكل إسرائيل فى الترتيب الأخير لأولويات اليهود، وأوضح الاستطلاع أن انتخابات 2020 كشفت التوجهات داخل المجتمع اليهودى، والتى استندت بعد أربع سنوات من ولايته لكره الكثيرين من اليهود له. وهنا تجد مفارقة غريبة في هذا الاستطلاع أن اليهود لم يهتموا بما فعله الرئيس دونالد ترامب من أجل دولتهم فى الشرق الأوسط بعد أن جعل القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.

تحدى دونالد ترامب العالم ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأخرج لسانه للعرب وغير العرب، ولم يستطع أحد أن يقول له كلمة واحدة، كما أنه ساهم بشكل كبير جدًا فى تمهيد الطريق أمام بعض الدول العربية لعقد معاهدات سلام مع إسرائيل، ولم يتبق فى هذا المضمار إلا دول قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.. ومع ما قدمه إلى إسرائيل لم يحظ ترامب إلا على 21٪ من أصوات اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية. فى تقديرى الشخصى أن اليهود استغلوا ترامب، ولم يعد يستطيع أن يقدم لهم جديدًا فى منطقة الشرق الأوسط خاصة مع إيران، كما فعل الرئيس السابق أوباما الذى أبرم الاتفاق النووى مع إيران.

وهنا ترامب لم يعد له أى لازمة؛ وجوده زى عدمه كما نقول.

أما الوجه الآخر جو بايدن فيستطيع أن يقدم كل جديد لليهود فى منطقة الشرق الأوسط، وهو رئيس نجده لم يُستنفد بعد - والمعروف أن اليهود يجعلون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية البقرة الحلوب بالنسبة لهم؛ يعقدون معه الاتفاقات السرية التى تخدم دولتهم، فالرئيس القادم إلى البيت الأبيض يحمل أجندة جديدة لخدمة أولاد صهيون، ومعروف أن اللوبى الصهيونى له تأثير فعال فى الانتخابات الأمريكية، ولهم قوة كبيرة فى الضغط على الأجهزة الأمريكية الأخرى لتحقيق أهدافهم وخدمة دولتهم فى المنطقة.

فهل اللوبى الصهيونى كان سببًا فى سقوط ترامب، أم فيروس كورونا المستجد بعد أن قتل ما يقرب من 250 ألف مواطن أمريكى؟ ورغم عدم تراجع ترامب عن تنفيذ وعوده الانتخابية، فإنه اصطدم بأزمات عديدة، تحدى فيها مبادئ السياسة الخارجية لبلاده، وأصر على المضى قدماً فى عدة قضايا شائكة خالفت تقاليد الولايات المتحدة الخارجية.

وعلى الرغم مما حققه ترامب أيضًا من نمو اقتصادى لبلاده وانتعاش دخل الفرد الأمريكى، فإنه بذل جهداً كبيراً فى الحصول على الأصوات التى لم تمكنه من دخول البيت الأبيض مرة ثانية.

إذن المتحكم فى دخول الرئيس إلى البيت الأبيض اللوبى اليهودى الذى يجعل من سيد أمريكا "بقرة حلوب" يستغلها أسوأ استغلال.

وفى المقابل داخل المعسكر الديمقراطى «حزب الحمير»، كانت هناك حشود لملاقاة ترامب، وكانت هناك مشكلات لخروج هذه الحشود، لأنهم يعتبرون أنفسهم من النخب، ولا يهتمون إلا بقضايا النخب، فقاعدتهم الانتخابية دائماً صامتة - أو ترفض التصويت - فكان التحدى الأول والحقيقى هى كيفية خروج هذه النخبة لمناصرة الرئيس الديمقراطى جو بايدن.

ويبدو أن الضغوط على الديمقراطيين «النخب» جاءت بفائدة، فخرجوا بكثافة لتأييد مرشحهم بايدن والتى ساهمت بشكل كبير فى احتدام المنافسة بين مرشحهم وبين المرشح الجمهورى دونالد ترامب.

ورغم ما شهدته بعض المدن الأمريكية من توترات ومظاهرات مناهضة لبايدن والأخرى مؤيدة لترامب، فإننا فى البلاد العربية نترقب وبشغف من سيفوز بالمكتب البيضاوى بايدن الديمقراطى الذى ينتهج طريقة وأسلوب باراك أوباما، أم يستمر الرئيس دونالد ترامب لفترة ثانية؟.

وهناك من يؤيد ترامب بقوة، وهناك من له تحفظات على بايدن، وللأسف الشديد أن من يؤيد أو من له تحفظات لا يرى إلا بعين واحدة، لأن الرئيس الأمريكى لا يهمه فى المقام الأول إلا المواطن الأمريكى فى محاولة لإسعاده وتوفير التأمين الصحى وإعادة المهمشين من الأمريكيين البيض إلى الحياة، ولا يهم الرئيس الأمريكى أيضاً إلا فرض عضلاته على الدول الضعيفة والدول العربية، ليثبت للأمريكان أن رامبو يستطيع أن يأخذ ما يشاء وقت ما يشاء.