رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

بالمصادفة شاهدت فيلم «محفوظ عجب» أو «دموع صاحبة الجلالة»، القصة التى كتبها الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى، سيناريو وحوار المبدع أحمد صالح، وإخراج عاطف سالم، رحمة الله عليهم جميعًا، سبق وشاهدت الفيلم منذ عدة سنوات، لكننى للأسف لم أكن أتذكر تفاصيله، وكل ما أتذكره عن الفيلم ما تردد أن موسى صبرى كان يلمح إلى الأستاذ محمد حسنين هيكل، الفيلم بطولة فريد شوقى، وسمير صبرى، وسهير رمزى، وشيرين وغيرهم من الفنانين.

الفيلم صور شخصية تمنيت أن أكونها، شخصية موهوبة وتمتلك مهارة فى الكتابة وصناعة الخبر أكثر من المحيطين لها، شخصية محفوظ عجب التى رسمها موسى صبرى لم تكن الشخصية الوصولية الانتهازية غير الشريفة، كما تردد واستقر فى أذهاننا، بل شخصية سوية، صنعت لنفسها مجدًا من خلال جهدها ومهارتها وموهبتها، حتى لو كانت قامت بمداهنة بعض الشخصيات فى بعض الأوقات، فمداهنتها جاءت أقرب إلى المجاملة وليس النفاق السافر.

عندما صارحته زميلته بوجود تنظيم سرى لم يكشف عنه لأجهزة الأمن، وظل عضوًا فيه إلى أن قرر بعض قياداته اللجوء إلى العنف وإراقة الدماء، اعترض هو وزميلته التى كانت تؤدى دورها سهير رمزى، ورفضا تمامًا فكرة العنف والقتل، وأكدا أنهما تجمعا على التغيير السلمى وليس الدموى، وعندما قام زميلهم بإطلاق النار على رئيس الوزراء كشف عن بعض الأسماء.

محفوظ عجب بطل الفيلم استغل جميع علاقاته فى الحصول على معلومات وأخبار ومستندات لمحاربة الفساد، واشتغل مثل غيره من الصحفيين فى صياغة الإعلانات، صحيح يؤخذ عليه قبوله مكافآت من بعض البشاوات، لكن قياداته كانت تقبل هذا، كما أن البيئة السياسية كانت تلزم أغلب محررى السياسة بتنفيذ أجندات حزبية ونخبوية.

محفوظ عجب الذى أدى دوره الفنان سمير صبرى شخصية طبيعية وواقعية، وما قامت به يقوم به حتى اليوم المئات من الصحفيين والإعلاميين، بل إن هناك المئات ممن باعوا أنفسهم وأقلامهم لكى يعتلوا بعض المناصب أو لكى يظلوا فى المراكز التى دفعوا إليها من قبل الأجهزة أو من قبل قياداتهم، هناك من يلعب هذا الدور الشاذ بفجاجة، وهناك من يؤديه بحرفية ومع الأيام تفاجأ بأنه عجب العجاب.

وللإنصاف شخصية محفوظ عجب الطبيعية أو الشاذة هى شخصية إنسانية تقابلها فى جميع المؤسسات والوزارات والجامعات والشركات والبرلمان، فى الحى، والشارع، والعمارة والقرية، أغلبنا بل معظمنا بداخله بقدر ما جزء من هذه الشخصية، ينقل، ويذم، ويداهن، ويشى، وينتهز، ويطعن، ويخون، ويرتشى، كل حسب تربيته وثقافته والفرص التى تتاح أمامه، بعضنا يدعى البطولة، وبعضنا يرتدى ثوب الشرفاء، وبعضنا لم يختبر، وبعضنا حاول وفشل، وبعضنا أعد نفسه لكى يكون مطية.

[email protected]