رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

فى جزيرة «سهيل» جنوب أسوان، عثر على أحد النقوش يعود إلى حكم الملك «زوسر»، وهذا الملك كان رأس الأسرة الثالثة، قبل ما اصطلح عليه توراتيًا ببنى إسرائيل، صور هذا النقش احدى المجاعات التى ضربت مصر، بعض العلماء أكد أن هذه المجاعة حلت بمصر سبع سنين، وان الملك «زوسر» دعا وزيره «ايمحوتب» لكى يستفتيه، خاصة أن فى هذه المجاعة جف النيل، وذوت الحبوب، وقلت الأقوات، وغلقت المعابد، ويروى النص إن الملك «زوسر» كتب إلى حاكم أسوان يستشيره للخلاص من هذا الخطب، وأى الآلهة أولى باستدرار العطف، فدله حاكم أسوان على الإله «خنوم» الذى يأتى بالنيل الطيب والنيل الردىء، فشد «زوسر» حسب القصة التى ذكرها كلير لالويت فى نصوص مقدسة ونصوص دنيوية، ونجيب ميخائيل فى الشرق الأدنى» رحاله قاصدًا الجنوب، وهناك تضرع إلى «خنوم»، فظهر له فى الرؤيا، وأكد أن المجاعة التى حلت بالبلاد مرجعها الاعتداءات التى وقعت على النيل، ووعد «خنوم» الملك «زوسر» إن اعتنى بالنيل أعاد المياه إلى مجراه، ورفع عن البلاد البلاء، «زوسر» نفذ مطلب الإله، وأوقف الأراضى المحيطة بمعبد «خنوم» لخدمة «خنوم»، وهى الأراضى الواقعة على ضفتى النيل بين جزيرة سهيل والدكة فى بلاد النوبة».

رؤيا الملك زوسر هنا تتشابه بشكل كبير مع الرؤيا التى جاءت لفرعون النبى يوسف فى الحلم، فهما يتناولان المجاعة التى سوف تستمر لمدة سبع سنوات، فقد ذكر الحلم فى سفر التكوين بأن: «فرعون رأى حلما وإذا هو واقف عند النهر وهو ذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر.. وسبع بقرات أخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم.. فأكلت البقرات القبيحة البقرات الحسنة المنظر السمينة، واستيقظ فرعون ثم نام فحلم ثانية بسبع سنابل طالعة فى ساق واحد سمينة وحسنة.. التكوين 41 : 1 8».

القصة نفسها ذكرت فى القرآن: « وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ـــ يوسف 43:49».

التشابه الكبير بين رؤيا «زوسر» ورؤيا الحاكم الذى عاصره النبى يوسف، دفعت بعض الباحثين إلى التأكيد أن زوسر هو صاحب الرؤيا وأن يوسف كان معاصرا له، وهذا يعنى أن قصة النبى يوسف وقعت خلال الأسرة الثالثة، وليس ابتداء من الأسرة الثانية عشرة، وتناسوا إن نصوص التاريخ المصرى القديم حفلت بالعديد من قصص المجاعات، فضلًا عن أن هذه القصة تحديدًا قد نقشها كهان الإله «خنوم» على عهد البطالمة فى مصر، وربما فى عهد بطليموس العاشر، بمعنى أنهم قاموا بنقش القصة، بعد عشرين قرنًا على الأقل من وفاة «زوسر» الملك.

 

[email protected]