رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

فى كلمته التى ألقاها بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة رسائل تناقلتها كافة المواقع حتى من يختلفون مع السيسى نفسه ولكن حديثه أجبر الجميع على احترامه، خاصة أنه أول من نادى العالم أجمع منذ سنوات مضت إلى كلمة سواء فى مواجهة الإرهاب.. خاصة بعد تلك الأزمة التى تعيشها الأمة الإسلامية بعد دعم الرئيس الفرنسى ماكرون لنشر تلك الصور المسيئة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والتى أثارت غضب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.. حيث أكد أن «حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وأن الإساءة للأنبياء تعتبر استهانة بقيم دينية رفيعة» وإن شريعة الإسلام السمحة تقوم على أساس البناء لا الهدم وأن من لا يؤمن فهذا شأنه، لكن عليه احترام معتقدات الآخرين وأن مكانة سيد الخلق النبى العظيم فى قلوب ووجدان المسلمين فى كل أنحاء العالم وأن تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين ولا يمكن قصره على دين بعينه وإن قضية الوعى الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة فى مواجهة أهل الشر، مؤكدًا أننا فى حاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول من جميع مؤسسات ومنظومة بناء الوعى للوصول إلى جميع شرائح المجتمع، خاصة أن النبى محمد رسخ لأسس التعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع، فلا إكراه فى الدين.

يا سادة.. جاء خطاب الرئيس كاشفًا لتلك الأزمة الحقيقة التى يعيشها العالم أجمع مع متطرفين لا ينتمون إلى الإسلام والإسلام منهم براء.. وأعتقد «أن حادثة الطعن التى وقعت فى نيس وأدت إلى قتل 3 أشخاص من بينهم امرأة قتلت نحرًا وجرح آخرين.. ويأتى الهجوم بينما لا تزال فرنسا تعانى مما ترتب على قطع رأس المدرس «صمويل باتيى» على يد رجل من أصل شيشانى قال إنه كان يريد معاقبته على عرض رسوم كاريكاتورية للنبى محمد (ص) على التلاميذ فى درس عن حرية التعبير، كما أن هذا الحادث وقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من الموقع الذى شهد عام 2016 حادث دهس حشد يوم الباستيل وأسفر عن مقتل العشرات.. وفى 14 يوليو 2016، كان مسلح يقود شاحنة ثقيلة قبل أن يصدم بها المحتفلين بيوم الباستيل فيقتل 86 شخصًا ويجرح العشرات فى هجوم أعلن تنظيم داعش عن مسئوليته عنه وقتها وقبله فى فبراير 2015 تعرض 3 جنود لاعتداء بالسكاكين أثناء الخدمة أمام مركز لليهود فى مدينة نيس».. كل هذه الحوادث لهى أكبر دليل على «بربرية» تلك الجماعات التى تتدعى أنها إسلامية و«الإسلام منها براء» وتؤكد يومًا بعد يوم أن أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا هى «الراعي الرسمي» لذلك التنظيم الإرهابى الذى يهدف إلى تشويه الإسلام وغزو بلاد المسلمين للقضاء على دينهم والانقضاض على خيراتهم وثرواتهم وهو ما أكده الرئيس ترامب رئيس أمريكا الحالى بأن النظام السابق له كان يدعم تلك الجماعات مما دعاه إلى نشر ايميلات هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى عهد الرئيس أوباما التى تثبت التواصل والدعم الكامل لتلك الجماعات

يا سادة.. ذبح العزل ومن بينهم امرأة هو أكبر شاهد على أن تلك الجماعات الإرهابية التى يدعمها الإخوان المجرمون وداعش أكبر دليل على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولكنها المصالح والأطماع فى ثروات ونهب خيرات أمم مسالمة، ولعل مصر كانت ومازالت ضحية لأطماع هؤلاء القتلة، وقد دفعت مصر وما زالت من أبنائها الأبرار ودمائهم الطاهرة ثمنًا لأطماع الجماعات الإرهابية فى الحكم وهذا ما أعلنه «محمد البلتاجى» نفسه عندما قال: إن «العمليات والإرهاب فى سيناء سيتوقف عندما يتراجع عبدالفتاح السيسى عما فعله» هل تتذكرون ذلك يا سادة؟ وكيف كان هؤلاء يقتلون المعارضين لهم ويدفونهم تحت مناصتهم فى رابعة والنهضة...

يا سادة.. يومًا بعد يوم تؤكد تلك الجماعات التى استغلت الدين اسوأ استغلال أنهم ليسوا بمسلمين، بل إنهم حلفاء الشيطان والأتراك والنظام الحاكم فى قطر، حلفاء الطمع فى السلطة والحكم حتى ولو كان على حساب إزهاق أرواح البشر من الغلابة الذين آمنوا بهم وصدقوا كذبهم.

.. فمما لا شك فيه أن كل إنسان يتمتع بذرة واحدة من الإنسانية فى عالمنا أصيب بالحسرة والحزن والألم بعد مشاهد القتل والحرق والذبح، إذن فهم ليسوا منا، كما قال رسولنا الكريم «ليس منا من حمل السلاح علينا» وهم حملوا السلاح علينا وقتلوا أولادنا وقطعوا أوصلانا.. وجعلونا أهون على الناس، فهم إذن ممن ولمن خدموهم على ضياع أوطاننا، بدليل أن أمريكا لم يخدش لها عسكرى واحد حتى الآن ومنذ عام 2011 والعالم العربى الإسلامى فى انهيار وإرهاب وتفجيرات وقتل وحرق وأمريكا والغرب وإسرائيل وحلفاؤها من تركيا وقطر فى استقرار ورخاء، كما أن «قناتهم الفضائية الشيطانية» وببثها كل مظاهر الإرهاب فى العالم العربى لتؤكد أنها «المروج الإعلامى» لكل المنظمات والحركات الإرهابية وتؤكد أنها الذراع الأمريكية الإسرائيلية فى المنطقة العربية والإسلامية التى تضرب الأمن والاستقرار فى محيطنا العربى الخليجى.

همسة طائرة.. يا سادة.. أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل يتعصب لجهله ويشوه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقى ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام.. فعلى الشعوب العربية أن تنتفض ضد كل المتأسلمين الذين يقتلون باسم الدين فى كل بقاع العالم وعلينا أن نطهر أرضنا من هؤلاء.. وإلى المنظمات الحقوقية التى تدين أحكام الإعدام فى الإرهابين «اتقوا الله فى مصر والعالم الإسلامى والعربى وغلبوا مصلحة الوطن على مصالحكم فأنتم تساعدون على مزيد من إزهاق الأرواح وإراقة الدماء وتدعمون الإرهاب فى غزو العالم ليس من أجل الدين ولا من أجل الأوطان ولكنها المصالح».