عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى السادس والعشرين من الشهر الماضى رحل عن دنيانا القيادى العراقى البارز «عزة إبراهيم الدورى» نائب الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين عن عمر ناهز الثامنة والسبعين عامًا. رحل بعد أن عجزت أمريكا عن صيده. وأعلن حزب البعث العربى الاشتراكى المحظور فى العراق عن وفاته عبر تسجيل جاء فيه (على أرض العراق.. أرض الرباط والجهاد ترجل اليوم من على صهوة جواده فارس البعث والمقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزة إبراهيم الدورى).

أسلم عزة الدورى روحه لبارئه بعد رحلة نضال رافق خلالها الرئيس صدام حسين، فلقد كان الرجل عاشقًا لحزب البعث ولهذا أصبح ناشطًا فيه منذ أواخر العشرينيات من عمره، وهو ما قربه من الرئيس الراحل صدام حسين بحيث بات رفيقه المقرب. ولقد شارك صدام فيما عرف بثورة السابع عشر من يوليو 1968 التى أطاحت بحكم رئيس العراق آنذاك «عبد الرحمن عارف»، وشرعت فى تأسيس نظام البعث بقيادة «أحمد حسن البكر». وعندما تولى صدام رئاسة العراق عام 1979 بادر بتعيين عزة الدورى نائبًا لرئاسة مجلس قيادة الثورة، ومن ثم اعتبر الرجل الثانى فى نظام حكم صدام حسين.

واتتنى فرصة اللقاء به أكثر من مرة فى الثمانينيات كان من بينها لقائى معه فى القاهرة خلال الحرب العراقية الإيرانية والتى امتدت من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، والتى تعد أطول الحروب التقليدية فى القرن العشرين، وأحد أكثر الصراعات دموية وأكثرها كلفة من الناحيتين البشرية والاقتصادية، فلقد خلفت مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكى. وعندما سألته فى لقائى معه عما كان شائعًا يومها من أن العراق هى التى بدأت هذه الحرب عندما غزت قواتها غرب إيران على طول الحدود المشتركة بين البلدين؟ فند عزة الدورى ذلك كلية وأردف قائلًا: (على العكس تمامًا، لقد فرضت هذه الحرب على العراق بحيث اضطر إلى خوضها، فإيران هى التى بدأتها عندما قامت بقصف عدد من النقاط الحدودية مما اضطر العراق إلى مجابهتها دفاعًا عن نفسه). ويومها حدثنى عزة الدورى عن مخاوف العراق مما تقوم به إيران من محاولات تصدير الثورة الإيرانية للخارج، وكيف أن آية الله خومينى قد عكف عبر أكثر من محاولة عن تصدير الثورة الإيرانية عبر تحريض الغالبية الشيعية فى العراق ضد نظام الحكم.

يعتبر عزة الدورى من أبرز المسئولين العراقيين ممن سعت أمريكا جاهدة لاعتقالهم، بيد أنه نجا ولم يقع فى قبضة قوات التحالف، وفشلت أمريكا فى اعتقاله مما حدا بها إلى رصد مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يدلى بأية معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. إلا أنها لم توفق وعجزت عن أن تطاله، وأعلن حزب البعث أن عزة الدورى قد تسلم منصب الأمين العام لحزب البعث العراقى، وأن ذلك جرى بعد إعدام صدام حسين فى ديسمبر 2006. وكانت أنباء كثيرة قد ترددت حول اختفاء عزة الدورى وسرت شائعات لا تمت بصلة للحقيقة بأنه كان يعيش فى سوريا لاجئًا عند حزب البعث السورى، حيث إن الراحل ظل فى العراق ولم يغادرها، ولا يملك المرء إلا أن يترحم عليه كرمز عمل جاهدًا وضحى بالغالى والنفيس من أجل إعلاء شأن العراق الحبيب. رحم الله عزة الدورى.