رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

الجميع يُنادى بحرية المرأة ولكن لا أعلم ما المقصود بحرية المرأة، هل المقصود حصولها على العمل؟! المرأة الآن شَغَلَت جميع المناصب القيادية، فمن وجهة نظرى الشخصية الحقوق التى تنتظرها المرأة ليست دائمًا القانون ما يُجلبها لها، فمثلًا : المرأة تُريد السير فى الشوارع بحرية بدون تعرضها لمضايقات، القانون يساعدها فى أخذ حقها فى الحياة بعقاب كل من يتعرض لها ، فهناك ملايين من الحوادث والمضايقات التى تتعرض لها المرأة يوميًا ويفلت الجناة من العقاب ، أولًا لعدم توافر الأدوات اللازمة لتطبيق القانون ، ثانيًا شعور المرأة بأن لا أحد يجلب لها حقها وتشعر بأنها إذا سعت للجوء للقانون لأخذ حقها لا يُجلب لها الا الإهانة فقط! بل وستصبح جانية وليست مجنيًا عليها! هذا الحال أول حق من حقوق المرأة الطبيعى الذى نص عليه الدستور ألا وهو الحق فى الحياة ، الحق فى السير فى الوطن بلا خوف!

 فحرية المرأة أى معاملتها كإنسان له الحرية فى أن يعيش بأمان بدون أى ضغوط نفسية سواء جاءت من الأسرة أولًا أم من المجتمع ثانيًا والدولة لن تستطيع إعطاء المرأة حريتها إلا بتفعيل القوانين ومعاقبة من يعتدى على حرية المرأة، فحرية المرأة لا تعنى ابدًا تحررها من الملابس ، بل حرية المرأة الحقيقية تعنى حرية الاختيار وحرية الفكر وحرية الحياة، أن تسير المرأة بحرية فى الشوارع لا أحد يضايقها سواء تمثلت المُضايقة قولًا أم فعلًا! فدائمًا نجد أن الحقوق التى تنتظرها المرأة، تنتظرها من المجتمع أن يعطيها لها، حقوق معنوية أكثر منها مادية ولا بحاجة للقانون الا بتغليف تلك الحقوق بحماية قانونية فقط، فالمجتمع هو من ينظر بعنصرية تجاه المرأة والتحقير من شأنها، وأعتقد أن عوامل التربية منذ الصغر هى ما ربت لدى البعض اعتقادات خاطئة عن المرأة، أنشأت أجيالًا ينظرون للمرأة بعنصرية! بل المرأة هى من ساهمت فى انتشار تلك الحوادث التى نشاهدها اليوم بسبب تربية البعض الخاطئة وزرع معتقدات خاطئة لدى ابنائها بأن الرجل غير المرأة ! الرجل حر فى فعل ما يريد ، الرجل لا يعيبه شيء ، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى لا يُفرق بين الذكر والأنثى فى العقاب ، فكلاهما يُحاسب على نفس الفعل !

فحادثة فتاة المعادى ليست الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ، فبرغم وجود قوانين تُعاقب على التحرش الا ان قضايا وحوادث الاعتداء والتحرش تزداد يومًا تلو الآخر لتثبت لنا أن محاربة التحرش والاعتداء يبدأ من الفكر، من التربية والنشأة الصحيحة على القيم واحترام المرأة وليست تربية البعض للأبناء على حرية فعل ما يشاءون وان الرجل لا يعيبه شيء ، والتعليق على التصرفات غير الأخلاقية التى تصدر من بعض الشباب على أنها طيش شباب! وبسبب تلك المقولة غابت الأخلاق واتخذ بعض الشباب تلك المقولة ذريعة لفعل كل ما يحلو له ويرضى ضميره، فيجب أولًا إلقاء اللوم على التربية الخاطئة لبعض الأسر لأبنائها.

إن ما نشاهده اليوم من اعتداءات وتحرش وتنمر يُندى لها الجبين هو نتيجة عادات وتقاليد خاطئة تربينا ونشأنا عليها يدفع ثمنها اليوم المجتمع بأكمله ، فمحاربة التحرش وجميع الجرائم المستحدثة التى نشاهدها اليوم تكون بالفكر وزرع أفكار وقيم وعادات صحيحة لدى الطفل ، من خلال زرع القيم والأخلاق الصحيحة من خلال إضافة مادة تزرع فيهم تلك القيم وتُعالج السلوك النفسى لدى الأطفال حتى نُساهم فى نشأة أجيال سوية نفسية ذات قيم رفيعة.

[email protected]